***لابد ان ننظر دائما الى الامام.. فما حدث بين ثورتى يناير و30يونيو الماضى قد حدث.. ولايعنى ذلك تجاهل ماحدث او تجاربنا السابقة.. بل العكس هو الصحيح.. بمعنى ان نستفيد من اخطاء الماضى.. حتى لاتتكرر.. وبالتالى نوجه ونكرس كل الطاقات والوقت.. للمضى قدما فى مسيرتنا نحو مقصدنا او مقاصدنا المنشودة..تلك المتمثلة فى اهداف ثورة يناير( عيش وحرية.. عدل وكرامة )..بمعنى انه مابين ثورتى شعب مصر.. وقعت اخطاء عديدة وعلى كافة الاصعدة.. وفى مقدمتها اهدار الطاقات والوقت فى صراعات شرسة.. سعيا وراء مصالح ومكاسب شخصية وحزبية.. وهو ما فجرته مبكرا جماعة الاخوان..وبمجرد تنحى الرئيس الاسبق مبار ك.. وبدأوا فى التنصل من الثوار والابتعاد عنهم.. حتى يتفرغوا للعمل لحسابهم ووفقا لحساباتهم.. وليفوزوا بأكبر قدر مما اعتبروه غنائم الثورة .. ونسوا انهم اعلنوا فى البداية عدم مشاركتهم فيها ..ثم تراجعوا ولحقوا بركبها متأخرين.. ونتيجة لما سبق..بدأ سرطان الاستقطاب يتوغل وينخر فى الجسد المصرى.. وهو ما استنزف الجهود والطاقات فى جدل عقيم ووصلات "ردح" من العيار الثقيل وعلى مدار الساعة عبر السموات المفتوحة.. والنتيجة اننا وحتى ماقبل 30يونيو الماضى.. تقدمنا ولكن الى الوراء..وذلك على صعيد المصلحة العليا والعامة..بل ان من تسارعوا وتصارعوا للفوز بنصيب الاسد مما تصوره غنيمة.. كانوا هم فى النهاية اول واكبر الخاسرين. *** والخسارة لم تكن فقط على صعيد كرسى الرئاسة ومقاعد السلطة.. ولكن على صعيد الاغلبية العظمى للمصريين ..ومنهم نحو 30 مليون خرجوا الى الميادين فى كافة ارجاء البلاد.. للمطالبة بانهاء حكم الاخوان.. بعد سقوط اقنعته المزيفة..و اكتشاف اهدافه و حجمه وقدراته الحقيقية.. ولم يكن ذلك على ايدى خصومهم ..بقدر ما كان بأيدي قياداتهم..هؤلاء الذين تجاهلوا مبدأ المشاركة واعتمدوا نهج المغالبة.. ماسبق..يعتبردرسا فى غاية الاهمية لكافة التيارات السياسية على الساحة حاليا.. وفى تلك المرحلة الانتقالية الفاصلة.. لابد ان يعى الجميع مسبقا وعلى بياض.. ان التوافق والمشاركة ..هما دعامة جسر العبور الى المستقبل المنشود سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.. وهو مايعنى انه لابد ان تكون كل الاطراف مستعدة للتنازل والنزول.. كل حيث يكون..للتلاقى فى منتصف الطريق( التوافق على حل وسط لابد ولابديل عنه)..وذلك لحسم اى قضايا خلافية متوقعة..سواء فى مواد الدستور الجديد.. او اى قضايا اخرى.. فاختلاف الرؤى والاجتهادات ظاهرة طبيعية بل وصحية.. خاصة اذا تم استثمارها..لبلورة افضل الرؤى والاجتهادات.. وفى النهاية.. لن ترضى كل الاطراف عن قرار او خيار ما.. وهنا يكون معيار الحسم.. هوالاحتكام الى الصالح العام.. او رأى ا لاغلبية.. وفى هذ الاطار.. يقع على عاتق الاعلام والمستنيرين( كل فى اسرته ودائرة المحيطين به من اصدقاء وغيرهم).. يجب عليهم كما قلنا من قبل توعية المواطنين.. ما اذا كان حتميا الرجوع الى الشعب فى صورة استفتاء او انتخابات.. خلاف ذلك.. فان البديل هو الديموقراطية "الهدامة" ( توأم الفوضى البناءة).
(على الماشى):
** اذا كان حلم الجوعان قضمة خبز.. فان حلم العاشق الحيران.. "ومضة" حب.. متمردة شاردة من بين همسات عينى معشوق القلب الولهان.