حقاً إذ لم تستحِ فإفعل ما شئت.هذه هى أفضل مقولة يمكن أن تقال لحزب النور الذى لم يكن فى يوم من الأيام إسم على مُسمى،فهو حزب لم نره قط يعمل فى النورفمنذ نشأته،وهو لا يتحرك إلا تحت ستار من الظلمة،والخفاء. كان كثير من الناس يتوقعون أن يختفى،أو يستحِ ذلك الحزب أن يظهر مجدداً على مسرح العمل السياسى،لكن خاب هذا التوقع الذى كثيراً ماعارضته من قبل،فما لبث أن عاد للظهور مرة أخرى بعد إختفائه المعتاد خلال أى ثورة،فبعد نجاح ثورة 30 يونيو العظيمة حاول حزب النور إعادة إنتاج سيناريو الماضى بشكل لا يختلف كثيراً عن ما سبق،فهو يسعى لآن يلعب نفس الدور الذى لعبته من قبل جماعة إخوان صهيون لكنه يلعبه على مهل،وتروّى،وإن تشابه هذا الأداء مع أداء إخوان صهيون فى التستر خلف الشعارات الدينية.
لقد غفل حزب النور عن شيئين غاية فى الأهمية..الأول أن الشعب المصرى قد ضاق ذرعاً بذلك الأسلوب الرخيص لإمتلاك السلطة،والإستحواذ عليها فى إشارة واضحة أن ذلك الحزب لم يتعلم شيئاً من دروس الماضى،وأن فكره السياسى مازال متحجراً كما هو،ولعل ما صرح به الدكتور شعبان عبد العليم الأمين المساعد لحزب النور بأن ليس هناك أمل أن تقدم لجنة الخمسين دستوراً ترضى عنه غالبية طوائف الشعب المصرى وكأن حزبه يمثل أغلبية شعب مصر!!!أيضاً ما صرح به ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية بأن لجنة الخمسين تضم أعداء الشريعة،وبالرغم من ذلك لم يجد البرهامى أى حرج فى مشاركة هؤلاء الأعداء فى تلك اللجنة،هذا إلى جانب تأكيده أنه سيدعو أتباعه للتصويت بلا على الدستور الجديد فى حال الإصرار على إلغاء المادة219 ثم عاد حزب النور،وأعلن موافقته على حذف هذه المادة لكن بشروط فى حالة من التجبر،والتحكم السياسى متناسياً أن الشعب المصرى لن يغفر له عدم مشاركته فى ثوراتهم،وتأييده الكامل لجماعة إخوان صهيون،وهذا هو الأمر الثانى الذى مازال يغفله حزب النور.
والسؤال الذى يفرض نفسه علينا الآن.. ما هو السر فى الخضوع لذلك الإبتزاز الذى يمارسه هذا الحزب الذى لم يشارك فى أى ثورة قام بها الشعب المصرى ففى ثورة 25 يناير المجيدة لم نراه بميدان التحرير إلا ليشارك إلا بما سُميت مليونية الشريعة،والتى شارك بها لتحقيق أهدافه،ومصالحه فقط،وفى ثورة 30 يونيو العظيمة لم يُشارك بأى شيء حتى،ولو بالتأييد.
لقد أصبح الشعب المصرى يبغض تلك الوصاية التى يحاول البعض أن يُفرضها عليه.
وكره كل من أكتشف أنه يتاجر بالدين تحت زعم الدفاع عنه،وعن الشريعة.
وبات يلعن كل من يُنصّب نفسه إلهاً ليُكفّر هذا،ويلعن ذاك ويرى أنه،وأتباعه هم فقط أهل الإيمان،والتقوى،ومن دونهم هم أهل الكفر،والضلال.
لهذا إن لم يستحِ هؤلاء،فبالتأكيد أن مصيرهم سيكون مثل أسلافهم،الذين تغنوا من قبل بالدفاع عن الشرع،والدين حتى فضحهم الله أمام شعب مصر،فكان البغض،والرفض هو الجزاء الأوفى لهم،من ذلك الشعب العظيم.