مصادمات بين الأهالي الغاضبين والشرطة حتي فجر الأمس ..وفشل محاولات التهدئة التي قام بها نواب الوطني بعد أن هددوهم بالاعتقال مشاهد حرق المواطنين لسيارتي المطافي شهدت قرية منشأة عبدالله بالفيوم مساء أمس الأول - السبت - مصادمات بين الشرطة والمواطنين، قام علي إثرها أكثر من ألفي مواطن بقطع الطريق الدائري وإحراق سيارة أحد الضباط، وتحطيم سيارتي أمن مركزي ومطافئ، انتقامًا لمقتل أحد المواطنين بعد أن صدمته سيارة مسرعة أثناء عودته من حقله، مما أدي إلي وفاته في الحال. واستمرت المصادمات حتي فجر الأحد، وقام المواطنون الغاضبون بقطع الطريق الدائري وإتلاف أسفلت أكثر من 1500 متر به، ولم تنجح محاولات التهدئة التي قامت بها عدة جهات في امتصاص غضب أهالي القرية، بينما أمرت النيابة بدفن جثة القتيل، وتولت التحقيق في ملابسات الحادث. كان اللواء سامي عياد - مدير أمن الفيوم - قد تلقي إخطارًا من العميد محمد أبو طالب - مأمور قسم مركز الفيوم - بقيام أهالي قرية منشاة عبدالله - علي أطراف مدينة الفيوم - بالتجمهر علي الطريق الدائري، قبل أن يقوموا بقطع الطريق والاعتداء علي السيارات المارة ومنعها بالقوة من المرور؛ فانتقل عشرات الضباط إلي المكان يتقدمهم اللواء محمد وائل - مساعد مدير أمن الفيوم وبصحبته أكثر من 6 سيارات محملة بجنود الأمن المركزي، وتبين أن السيارة رقم 878- ملاكي البحر الأحمر «ماركة نوبيرا» صدمت أحد المزارعين يدعي محمود عبدالحميد سعيد، (61 سنة) أثناء مروره عبر الطريق، مما أدي إلي وفاته في الحال. وأكد شهود الحادث أن شخصًا كان يقود السيارة بصحبة فتاة وشابين، بسرعة جنونية، مما أدي إلي وقوع الحادث، ليقوم قائد السيارة بالفرار مع الفتاة في سيارة ربع نقل، بينما تمكن الأهالي من القبض علي الشابين اللذين كانا معهما بالسيارة، وقاموا بتسليمهما لعمدة القرية جمعة أحمد رحيم، الذي سلمهما بدوره إلي الشرطة. وتجمع أكثر من ألفي مواطن وأشعلوا النار في السيارة المتسببة في الحادث، كما قاموا بإغلاق الطريق الدائري نهائيًا، وحطموا جوانبه ولوحاته الإرشادية، كما قاموا بالاعتداء علي أية سيارة تحاول المرور، وحاولت الشرطة منع المتجمهرين لكنهم تصدوا لها وقذفوها بالحجارة مما أدي إلي إصابة الضابط وليد تاج الدين - رئيس مباحث مركز الفيوم - بجرح قطعي في رأسه، كما اعتدي الأهالي علي العميد محمد أمين أبو طالب - مأمور مركز الفيوم. كما قام الأهالي الغاضبون برشق سيارة المطافئ بالحجارة حينما حاولت التدخل لإطفاء الحريق الذي نشب في السيارة المتسببة في الحادث، مما أدي إلي تحطم زجاجها الأمامي وإصابة أحد رجال الإطفاء، كما قام الأهالي باحتجاز عدد من الضباط وجنود الأمن المركزي داخل سياراتهم، ومنعوهم من الخروج، وقاموا أيضًا بإسقاط السيارة في الزراعات، وحينما قام نائب الحزب الوطني «علي توفيق» بالتدخل وتهديد الأهالي بالاعتقال حاولوا الاعتداء عليه، بينما وقف نائب الحزب الوطني عمرو أبو السعود يتفرج علي المواطنين الغاضبين دون أي محاولات لتهدئتهم خوفًا من رد فعل غاضب. وقام أهل القتيل بإنهاء إجراءات دفن جثته، فترك الأهالي الطريق وانضموا لتشييع الجنازة التي وصل عدد مشيعيها إلي أكثر من 5 آلاف مواطن بعد منتصف الليل، وبعدها مباشرة قام ألف مواطن تقريبًا بالعودة مرة أخري للطريق الدائري، وقاموا بإغلاقه مرة أخري، بعد أن أقنعتهم الشرطة بالانصراف لتقوم بعمل «مطبات» صناعية علي الطريق؛ إلا أن الأهالي لم يجدوا المطبات فقاموا مرة ثانية بإغلاق الطريق حتي فجر الأحد، في الوقت الذي انسحبت فيه قوات الشرطة من المكان خوفًا من بطش الأهالي؛ فيما وقف مفتش مرور الفيوم العميد عبدالسميع وهدان من ناحية، واللواء محمد وائل -، من الناحية الأخري لتهدئة المواطنين الذين رفضوا الاستجابة لمحاولات التهدئة، بل قاموا بتحطيم نخلة كبيرة ووضعها علي الطريق لمنع أية سيارة من المرور. وأكد المواطنون أن هذه ليست المرة الأولي التي يقع فيها مثل هذا الحادث، بل وقع قبل أشهر حادث مماثل أدي إلي وفاة أحمد عبدالسلام المغربي كما وقع حادث آخر تسبب في إصابة محمد فرج رشاد (9 سنوات) بشلل نصفي، ليرقد في بيته عاجزًا حتي اليوم، وأكدوا استمرارهم في قطع الطريق حتي يتم عمل نفق أو كوبري علوي بالمنطقة، لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً؛ خاصة أنهم طالبوا المسئولين عدة مرات بوضع حل لهذه الحوادث دون أن تتم الاستجابة لهم حتي الآن.