عدد من الخبراء الاستراتيجيين والعسكريين أدانوا الانفجار الذى وقع بالشريط الحدودى فى منطقة رفح صباح أمس الأربعاء، وأكدوا أن تصفية الإرهابيين فى شبه جزيرة سيناء سبب رئيسى لاستمرار العمليات الإرهابية بالمنطقة، مضيفين أن العمليات الإرهابية ستكون أضعف من اليوم السابق حتى يتم القضاء عليها نهائيا. الخبير الاستراتيجى اللواء أحمد عبد الحليم أكد أن الانفجار الذى استهدف كمين محطة الغاز ومبنى المخابرات العسكرية بمنطقة رفح على الشريط الحدودى كان متوقعا، لأن كل شىء فى الحروب متوقع، ومصر ما زالت فى حربها مع الإرهاب.
عبد الحليم أضاف فى تصريحات خاصة ل«التحرير» أنه كلما اقتربت القوات المصرية من تصفية الإرهاب فى المناطق الحدودية بالشيخ زويد ورفح والمناطق المحيطة بها اشتدت شراسة المواجهات من قبل جانب العناصر الإرهابية.
الخبير الاستراتيجى أشار إلى انتماء العناصر المنفذة للانفجارين الأخيرين للتحالف الإرهابى الذى يضم كلا من بيت المقدس والتوحيد والجهاد وكتائب القسام والإخوان المسلمين.
بينما أكد الخبير الاستراتيجى اللواء حسام سويلم أن العمليات الإرهابية لن تنتهى نتيجة لهدم الأنفاق ومواجهة البؤر الإرهابية فى سيناء، مضيفا أن العمليات الإرهابية فى سيناء سوف تنتهى ولكنها تحتاج إلى مزيد من الوقت حتى يتم القضاء على الإرهاب نهائيا، موضحا أن العملية الأمنية فى سيناء لن تنتهى إطلاقا إلا بالقضاء على الإرهابيين لأنه يحارب الدولة والدولة ستنتصر.
سويلم أضاف أن العملية الأمنية تستهدف القضاء على الإرهابيين فى سيناء لعدة أسباب، أولها أن سيناء قطعة عزيزة على مصر ولا بد أن يسودها الأمن ويشعر أهلها بالأمان، ثانيا أن سيناء منطقة استراتيجية تمثل معبرا إلى دول المشرق العربى وقطاع غزة وإسرائيل، ولا بد أن يكون الأمن بها مستتبا حتى لا يؤثر على الداخل المصرى، ثالثا أن هناك مشروعات لتنمية سيناء لن تتحقق إلا إذا ساد الأمن، بينما الإرهابيون يعترضون على تنمية سيناء ويريدون السيطرة عليها، مما يدفعنا إلى التفكير فى تعمير سيناء فى أسرع وقت.
ومن جانبه، قال الخبير الاستراتيجى عبد المنعم كاطو أن هناك توجها ضالا بين العناصر الإرهابية بأن تكون سيناء منطقة لحشد الإرهابيين وتحويلها لإمارة إسلامية تسيطر على قلب مصر، وبالتالى كل ما تقوم به الأجهزة الأمنية فى سيناء للقضاء على هذا المخطط يقوم الإرهاب بمقاومته.
كاطو أشار إلى أن الجهات الأمنية لا تعلم حتى الآن كم عدد الإرهابيين فى سيناء، لأنه لا يوجد أى إحصاء رسمى لهم حتى الآن، وأن الأمن يعتمد فى المنطقة على حصر البؤر الإجرامية.
ومن جانبه، أكد الخبير الأمنى فؤاد علام أن قوات الجيش والشرطة تنفذ مخططا كاملا منذ شهر يستهدف القضاء على جميع البؤر الإرهابية، وبالتالى قيام هؤلاء الإرهابيين أمر طبيعى برد الفعل على العمليات العسكرية ضدهم فى منطقة سيناء.
علام أشار إلى أن القيادات الأمنية تعلم جيدا أن العمليات الإرهابية فى سيناء لن تنتهى بسهولة إلا بعد القضاء على الرؤوس المدبرة لهذه العمليات، لأنها التى تمول تلك المجموعات وتنشرها فى سيناء لاستهداف مقرات الجيش والشرطة بالمنطقة.