رئيس الحزب الناصرى: على الحكومة وضع خطة للاستغناء عن المعوناتالأجنبية.. وندعم القوات المسلحة ومجهوداتها فى تطهير سيناء. «ندعم القوات المسلحة وقياداتها، ونساند الدولة فى كل خطوة تتخذها لتطهير البلاد من الإرهاب»، هكذا أكد نقيب المحامين ورئيس الحزب الناصرى سامح عاشور خلال المؤتمر الذى انعقد أمس السبت، بمقر الحزب الناصرى، عقب الاجتماع الذى انعقد بينه وبين المستشار الإعلامى لرئيس الجمهورية أحمد المسلمانى، لمناقشة الأوضاع على الساحة السياسية، واستبيان الرأى حول سياسات الفترة المقبلة.
عاشور أضاف أن البلاد تحتاج إلى رئيس مدنى يتم انتخابه بإرادة شعبية حرة، على أن يتضمن الدستور نصوصا بضوابط الترشح للرئاسة وكيفية إجراء الانتخابات بصورة تحول دون التلاعب فيها، مشيرا إلى أنه لا بد من إجراء الانتخابات الرئاسية قبل الانتخابات البرلمانية، على أن يؤدى رئيس الجمهورية اليمين الدستورية أمام لجنة تشريعية، وموضحا أنه لا بد من خلق أدوات تشريعية تتواصل مع الدولة ورئيس الجمهورية على حد سواء بشكل صحيح، مضيفا أن الجمعية التشريعية لا بد وأن تتعاون مع الحكومة، وأنه لا يجب ترك الحكومة تعمل بمفردها، وكذلك لا يجب أن يتم ترك الحكم للرئيس وحده كى لا نخلق فرعونا جديدا.
رئيس الحزب الناصرى لفت إلى أن التوافق على الدستور المصرى أمر يلزم الترسيخ له، وأن الدستور لا بد أن يكون واضح المعالم ولا يحتوى على أى التباسات، مشددا على ضرورة تمثيل جميع أطياف المجتمع بلجنة وضع الدستور، وضمان تمثيل كل الفئات المهمشة والضعيفة مثل النساء والشباب والعمال والفلاحين وغيرها، ومطالبا أعضاء لجنة الخمسين المنوط بها وضع الدستور النزول إلى الشارع والاحتكاك بالمواطنين، والتوجه إلى المحافظات المختلفة لا سيما الحدودية منها للاستماع إلى مطالب المواطنين، ومؤكدا أنه لا جدال حول كون مبادئ الشريعة الإسلامية أصل التشريع، دون التفرع إلى مذاهب أو نزعات.
وفى ما يتعلق بالنظام الانتخابى، قال عاشور إنه سواء النظام الفردى أو نظام القوائم كلاهما له عيوبه، مشددا على أنه لا بد من أن تكون الدوائر الانتخابية محدودة بغض النظر عن النظام الذى ستجرى الانتخابات عليه، مضيفا «الفترة الحالية تشهد البحث عن الطريقة المثلى لتمثيل جميع الطبقات فى الدستور، ونسبة 50% التى استأثر بها العمال والفلاحون الفترة الماضية كان الهدف منها ضمان تمثيلهم إلا أن التلاعب أضاع ذلك الهدف».
عاشور أضاف «طرأ على الساحة السياسية هجوم شرس من الساحة الأوروبية على السياسة المصرية، وهو ما أسميه تحرشا سياسيا لمحاولة إخضاع مصر إلى السيادة الأمريكية أو الأوروبية»، وتابع: «لن نقبل التلويح من أحد بقطع المعونة عن مصر، والضغط لإخضاع البلاد لسياسات معينة، ونقترح على الحكومة وضع خطة للاستغناء عن المعونات الأجنبية، ومن يعطينا معونة من أجل إذلالنا فلا نريدها ولا نريد معونته»، واستطرد «لا نريد من أمريكا ولا أوروبا أى شىء، لأن روسيا والسعودية ودول الخليج العربى التى فتحت مع مصر صفحة جديدة محترمة تدعمنا، والعمق العربى والإفريقى موجود ولا بد أن نتعمق فيه»، وتابع «نستطيع استخدام البترول والاقتصاد العربى للضغط على أوروبا وأمريكا».
رئيس الحزب الناصرى أشار إلى أن الشأن التركى لا يستحق التطرق إليه، إلا أن قضية مذابح الأرمن على أيدى الأتراك لم ولن تنسى، قائلا «على الرئيس التركى ورئيس الوزراء التركى أن يتذكرا كونهما أحفاد مذبحة نكراء سوف يتولى الحزب الناصرى تحريك قضية بشأنها ليُعلِمها للعالم أجمع».
وعما يحدث فى سيناء فى الفترة الحالية، قال عاشور إن تطهير سيناء أمر حتمى، وإنه لا بد من مؤازرة القوات المسلحة فى ما تقوم به لتطهير سيناء، وغلق جميع الأنفاق التحتية مع غزة، على أن يتم فتح الحدود المصرية مع غزة، معللا ذلك بمؤازرة الشعب المصرى للشعب الفلسطينى، ومساندة حماس إذا حاربت إسرائيل، قائلا «أما إذا حاولت سلب السياسة المصرية فلا وجود لها».
وعن قضية المصالحة السياسية، قال نقيب المحامين «لا رئيس الجمهورية، ولا رئيس الحكومة، ولا الحكومة، ولا النائب العام يملكون التصالح على دماء المصريين، ولا بد من القصاص العادل للدماء المصرية التى سالت فى سيناء أو كرداسة أو أى من شوارع مصر، ولن نقبل الالتفاف على الإرادة المصرية»، وأضاف «نحن الآن ندفع فاتورة الأنظمة السابقة التى تركت الإخوان ينظمون أنفسهم بهذا الشكل ويخزنون السلاح ليستخدمونه ضد المصريين»، وتابع «من اعتدى على المصريين فلا تصالح معه، ومن يقبل بخارطة الطريق، ويسِرْ عليها فأهلا به، ومن يؤد عقوبته كما تنطق بها المحكمة فلا لوم عليه».
من جانبه، قال أحمد المسلمانى خلال المؤتمر إن زيارته للحزب الناصرى تأتى فى سياق آلية دائمة للتواصل بين الرئاسة والقوى السياسية جميعها، مضيفا أن الجدل الثائر فى الشارع الخاص بنظام الحكم والنظام السياسى يجرى النقاش بشأنه، قائلا «أؤكد للرأى العام أننا لسنا غرقى فى الفترة الحالية، ولكننا نضع خططا مستقبلية للفترة المقبلة، فى ما يخص الصناعة والزراعة والطاقة والتعليم وغيرها، ولا بد لمصر 2020 أن تكون واحدة من أعظم دول العالم».
المسلمانى أضاف أن الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور يقدر الدور الخالد للزعيم جمال عبد الناصر، ويحرص على التواصل مع جميع القوى السياسية، وقال «هناك منحنى كراهية ينتهجة البعض ليس له أساس، ولا بد أن لا يكون اختلافنا سببا فى نشر الكراهية بيننا»، وتابع «البعض يحاول فرض مشروع الشرق الأوسط الاستعمارى فى مصر، والمستقبل لن يشهد شرق أوسط إلا بقيادة عربية، وليس بقيادة إسرائيلية أو تركية أو أمريكية».
يأتى المؤتمر عقب اجتماع مغلق جمع بين رئيس الحزب الناصرى والمستشار الإعلامى لرئيس الجمهورية بمقر الحزب الناصرى، وقد استمر لنحو أكثر من الساعة لمناقشة رؤية الحزب فى الأوضاع على الساحة السياسية.