كلمة الفريق أول عبد الفتاح السيسى حملت عديدًا من الرسائل إلى جميع الأطراف، وتتضمن الرسالة الأولى لجماعة الإخوان المسلمين أن مصر تتسع للجميع، لكن المهم الجنوح للسلم والسلمية والتوقف عن وتيرة العنف، هذا ما أكده عدد من السياسيين، ومنهم القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى عبد الغفار شكر، الذى أضاف أن الرسالة الثانية من وزير الدفاع جاءت موجهة إلى العالم الخارجى بأن مصر دولة ذات سيادة وطنية ولن تسمح بالتدخل الخارجى فى شؤونها الداخلية. أما الرسالة الثالثة، حسب تأكيد شكر، فإنها جاءت للشعب المصرى بأن خلفه جيشًا وشرطة يحافظان على أمنه وأمن الوطن، مضيفًا أن السيسى وجه رسالة مهمة أخرى إلى رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة، وهى التأكيد أن دورهم خلال هذه الفترة التى تمر بها مصر هو دور مهم.
شكر أضاف أن كلمة وزير الدفاع أكدت أيضًا سير خارطة الطريق فى طريقها الصحيح وإعادة بناء الدولة وتطبيق ما هو متفق عليه من تعديل الدستور وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، بالإضافة إلى تأكيد عدم طمع الجيش فى السلطة وأن الجيش فى مصر يقوم بدوره فى حماية الوطن والمواطنين ويقوم بدوره الوطنى تجاه الوطن، واصفًا كلمة السيسى بالمتوازنة والتى حملت رسائل عديدة لعديد من الأطراف الداخلية والخارجية.
أمين الحزب المصرى الديمقراطى الدكتور أحمد فوزى، قال إن كلمة الفريق السيسى جاءت لتأكيد نفس الخط الذى سلكته القوات المسلحة منذ 30 يونيو وحتى الآن، وتم إنهاء حكم جماعة الإخوان المسلمين، مضيفًا أن الدولة المصرية تخوض الآن حربًا ضد الإرهاب ولا يوجد خلاف سياسى وأن ما يحدث الآن هو قيام جماعات مسلحة بهجمات على الدولة المصرية.
فوزى أضاف أنه فى هذه اللحظة كل الدولة وكل القوى السياسية تقف بجانب الدولة المصرية والجيش والشرطة ضد الإرهاب ورفض العنف ورفض محاولات إحراق الدولة وإصرار جماعة الإخوان المسلمين على دخول الدولة فى نفق مظلم.
البرلمانى السابق سعد عبود، قال إن تصريحات السيسى الأخيرة فى مجملها جيدة، تؤكد رغبته فى استقلال البلاد وحمايتها، ورغبة الجيش الحقيقية فى عدم غرق البلاد فى حرب أهلية أو صراع، مضيفًا أننا لأول مرة منذ عدة عقود مصر تتحلل من التبعية، وأن السيسى ينتهج النهج السليم ويعلم ذلك، مضيفًا «السيسى يعلم أن البوصلة الوطنية تتخذ وجهة سليمة حينما يتم تدبير المؤامرات لنا من بعض الدول الغربية».
عبود أشار إلى أن السيسى يضع ثقته فى الشعب الذى يدرك حقائق الواقع على الأرض، لأن الشعب يستند إلى جيش قوى والجيش يستند إلى الشعب أيضًا، لافتًا إلى أن كليهما قادر على تخطى الفخ الذى يحاول مجلس الأمن إسقاط مصر فيه، وعن رسالة السيسى التى وجهها إلى النظام السابق، يؤكد عبود أن كل مَن لم يشارك فى تدمير الشعب المصرى وقتله وإرهابه وتخريبه فلا بد من تقبّله بيننا من جديد، وعلى هؤلاء أن ينخرطوا فى قلب الشعب المصرى، ويشاركوا فى تنفيذ خارطة الطريق التى وُضِعَت مؤخرًا من أجل تخطى الفترة الراهنة الحرجة من عمر البلاد. عبود أكد أن السيسى يحاول توصيل الصورة كاملة إلى الشعب، لا سيما بعد أن تعالت بعض الأصوات التى ترغب فى إلصاق تهمة الإرهاب والقتل بالجيش والشرطة فى ما يتعلق بفض اعتصامى ميدان نهضة مصر ورابعة العدوية، مضيفًا أن السيسى على حق حين أكد أن الجيش المصرى لم يخن ولم يغدر، لأنه يؤدّى الأمانة كما يجب، لافتًا إلى أن الدول التى وقفت إلى جانب مصر كان لا بد أن يذكرها السيسى بالثناء، لأنها تستحق ذلك.