«لا أحد يشعر بنا»، هكذا تحدث سكان رابعة العدوية بعد أن تسلل لهم اليأس من فض اعتصام جماعة الإخوان، وهو ما جعلهم يحاولون إجبار الجميع على الإنصات لهم، فلم يجدوا سبيلًا سوى أن يطالبوا الجميع بأن يعيشوا لحظات الحصار معهم داخل منازلهم، معتقدين أن ذلك قد يحرك ساكنًا، كما تعالت أصواتهم بأن التقاعس فى فض الاعتصام سيؤدى إلى تدخل المواطنين بأنفسهم لإنهاء هذا الوضع. سكان منطقة رابعة العدوية بمدينة نصر، وجهوا أمس الإثنين دعوة إلى الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور والحكومة برئاسة الببلاوى للإفطار معهم فى رمضان، وحتى يروا بأنفسهم المعاناة التى يعيشونها.
الدعوة التى وجهها سكان رابعة جاء فيها «ندعو نحن سكان رابعة العدوية كلًا من: السيد الرئيس المؤقت عدلى منصور والسيد رئيس الوزراء حازم الببلاوى والسيد وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى والسيد وزير الداخلية محمد إبراهيم وأسرهم الكريمة، بالتكرم بزيارتنا للإفطار معنا فى شققنا السكنية المُطلة على رابعة العدوية وطريق النصر وشارع الطيران وشارع يوسف عباس، للتعرف على ما نعانية منذ 38 يومًا بسبب الحصار المفروض علينا من قبل المعتصمين، ولنسألهم بعد أن أمضينا شهر رمضان المبارك داخل شققنا السكنية ولم نغادرها يومًا، هل ستقبلون على أنفسكم وأسركم الكريمة ما نعيشه نحن الآن؟ وهل سيكون حالنا فى عيد الفطر المبارك هو نفس حالنا فى شهر رمضان المبارك؟ نحن مصريون وأبناء هذا الوطن وأقل حقوقنا فى وطننا حياة طبيعية آمنة، برجاء التكرم بقبول الدعوة».
عمرو محمد أحد سكان رابعة، أكد أن السكان أصبح لديهم قناعة بأن وزارة الداخلية تتقاعس عن تنفيذ قرار فض الاعتصام، وأنه لا أحد يشعر بالسكان إلا من عاش فترة حصارهم من قبل جماعة الإخوان، مشيرا إلى أنه يتمنى أن يقبل الرئيس المؤقت عدلى منصور وحكومته دعوة الإفطار، ويجيبوا عن أسئلة السكان التى طرحوها فى دعوتهم، لافتا إلى أن الأمر قد يصل بالفعل لاتحاد السكان مع كل من يتضامن معهم ويعدوا خطة لفض هذا الاعتصام، مطالبًا وزارة الداخلية أن تسرع هى بفض الاعتصام حتى لا تتفاقم الأمور.
يسرا الحداد إحدى سكان رابعة العدوية، كتبت فى تعليق لها على الصفحة الرسمية لسكان رابعة بموقع التواصل الاجتماعى فيسبوك «استغاثة سكان رابعة العدوية»، تقول فيها «الواضح كده إن محدش حيفض الاعتصام ده عننا، غيرنا احنا بس سكان رابعة.. أنا فكرت فى حاجة، إحنا ليه مانعملش لجان شعبية بعد رمضان إن شاء الله، ونمنع تحرك أى حد من المعتصمين بعيد عن رابعة ونتفق مع الأفران والسوبر ماركت إنهم مايبيعوش حاجة غير لسكان المنطقة، ومتهيألى ده سهل لأن منطقتنا معظم الناس عارفة بعض. فكده مايعرفوش يجيبوا أكل ولا حاجة.. ونخلص منهم».
سماح عبد النبى إحدى سكان رابعة، أكدت أن المعتصمين ما زالوا يواصلون انتهاكاتهم ضد السكان، قائلة «لما تكون الساعة 4.30 صباحًا والمفروض الناس صلت الفجر وقرأت القرآن ونامت أو بتستعد للنوم، وإن الأطفال والمرضى والناس اللى تعبت من الضجيج اللى عاملينه المعتصمين طول اليوم ناموا، يبقى بانهى عقل ودين يفرقعوا صواريخ وألعاب نارية الآن، يا ريت يتقوا الله كفاية تعب أعصاب، عايزين ننام شويه قبل ما ننزل الصبح الشغل إن شاء الله، ونتمرمط فى المواصلات بسببهم اللى غليت برضوا بسببهم، وبعدت عنا برضوا بسببهم... حسبى الله ونعم الوكيل».
أما شادى محمد أحد سكان مدينة نصر، فقد اقترح على السكان أن يتم تشكيل اتحاد يطلق عليه اسم «اتحاد شباب التوفيق»، ويصدر بيانًا باسم الاتحاد يترك فيه مهلة لوزارة الداخلية والجيش 48 ساعة لفض الاعتصام، وإذا لم يحدث ذلك يتحملون مسؤولية كل ما سيحدث بشكل كامل نتيجة للتصعيد من جانب السكان.
شريف ثروت أحد سكان رابعة، طالب باقى سكان رابعة ومدينة التوفيق بعمل سلسلة من المظاهرات تجوب شوارع مدينة نصر كل أسبوع، على أن يتم تحديد ميعاد نهائى لمظاهرة كبيرة لنقل الاعتصام بالقوة، لأنه يبدو أن الحكومة لن تقوم بفض الاعتصام، وهو ما سيجعله يستمر لسنوات.
جدير بالذكر أن سكان رابعة كثفوا رصدهم لما يحدث داخل اعتصام رابعة من خلال الفيديوهات والصور، وكذلك نشر ما يلاحظونه بأعينهم ويتم نقل هذا للجميع من خلال مواقع التواصل الاجتماعى حتى يعرف الجميع الانتهاكات التى يتعرض لها السكان.
كما بدأ السكان بتداول خطط فعلية لفض الاعتصام تتركز جميعها حول منع دخول أحد جديد للميدان، والاتفاق مع المحلات بعدم بيع شىء للمعتصمين، وتكوين لجان شعبية على مسافة من ميدان رابعة تمنع السيارات من دخول الاعتصام.