محافظ أسيوط أكد عدم قدرته علي غلق المصنع أو إيقافه رغم وفاة 82 شخصًا حتي الآن بسبب انبعاثاته سماد اسيوط وأبو زعبل وسط الكتلة السكانية كشف الدكتور هاني نجم - الأستاذ بكلية العلوم جامعة أسيوط- عن دراسة أنجزت عام 2008 تؤكد وجود إشعاع مؤَّين في المنطقة المحيطة بمصنعي سماد أسيوط وأبو زعبل التابعين للشركة المالية والصناعية، وذلك لاستخدام الشركة الفوسفات دون فصل اليورانيوم منه قبل التصنيع مما أدي لانتشار هذه الإشعاعات المؤَّينة بالمنطقة المحيطة بهذه المصانع. وأوضح نجم أنه تم أخذ عينات من خام الفوسفات المستخدم في التصنيع ومن منتج الشركة من الأسمدة وتم الكشف عن وجود إشعاع مؤَّين في كل منها، ورفضت الشركة المالية في كفر الزيات أخذ عينات لتحليلها وردت قائلة: «اللي موجود عندنا موجود في أسيوط وأبو زعبل». وقد قامت «الدستور» بجولة في المنطقة المحيطة بمصنع سماد منقباد أسيوط بقرية جزيرة الأكراد القاطنين بجوار المصنع وشاهدت وجود أطنان من خام الفوسفات والكبريت معرضة للهواء، مما يزيد من احتمال انتقال غبار هذه المواد إلي المنطقة المحيطة بالمصنع، وهو ما يؤكده الدكتور ثروت سعيد عبدالعال - أستاذ الأمراض بجامعة أسيوط - وأن تأثير هذه المواد تراكمي في حالة تعرض الأهالي له بشكل مباشر لأن الأحماض الكبريتية تتسبب في هبوط بالدورة الدموية والقلب، وأدخنة المصنع تحتوي علي رصاص وزرنيخ وكادميوم، وكل هذه العناصر تسبب تخلفًا عقليًا لدي الأطفال بالإضافة لوجود الإشعاع. وقد قام الأهالي برفع عدة دعاوي قضائية علي المصنع لتسببه في حرق الزراعات وهو ما يؤكده منصور حلمي - محامي القرية - الذي قام برفع دعوي قضائية للمطالبة بتنفيذ قرارالمحافظ بغلق المصنع، حيث يؤكد منصور أن المصنع ينتج أتربة وغازات سامة تقتل المحاصيل الزراعية وتحرقها، حيث يؤكد سليمان خضر -أحد أهالي الجزيرة- أنهم تحدثوا مع محافظ أسيوط نبيل العزبي واعترف لهم بمدي المعاناة الصحية التي يعانيها أهالي الجزيرة إلا أنه أكد عدم قدرته علي حل مشكلة المصنع سواء بغلقه أو نقله. وقال المحافظ للأهالي إن أقصي إجراء تم مع المصنع هو إجباره علي تعلية السور 3 أمتار، وأكد خضر كذلك أن نسبة الإجهاد زادت بينهم، بالإضافة إلي انتشار أمراض هشاشة العظام. وقد تقدم أهالي الجزيرة بعدة شكاوي منذ عام 1995 حيث تم رفع تقرير إلي وزير قطاع الأعمال عن طريق محافظ أسيوط السابق سميح السعيد وتم منح المصنع مهلة لتوفيق أوضاعه وإزالة المخلفات التي تسبب التلوث إلا أن شيئًا لم يحدث في حينه.