« الجدار الفولاذي الذي تقيمه مصر عار، خاصة مع دخول وخروج الإسرائيليين من مصر، وهو مايشير إلي عجز فاضح في موازين القوي، كما أن هناك خلطاً بين أمن مصر وأمن نظام الحكم الذي يري أن الأهم بالنسبة له هو مشروع التوريث لذلك فإنه يقيم مثل تلك المشروعات الغريبة» هكذا وصف د.حسن نافعة منسق الحملة المصرية لمناهضة التوريث الجدار الفولاذي الذي تقيمه الحكومة المصرية علي الحدود مع قطاع غزة. وصف «نافعة» الجدار الفولاذي جاء كتعبير واضح وصريح عن موقف الكثير من النخبة السياسية المصرية التي تعلن رفضها هذا الجدار، وأهم ما جاء في تصريح منسق الحملة المصرية لمناهضة التوريث هو أنه قدم تحليلا يعكس ويكشف طريقة تعامل النظام المصري مع جميع القضايا والملفات سواء كانت علي الصعيد المحلي أو الاقليمي أو حتي الدولي.. فكل مايشغل النظام هو تحقيق أمنه الخاص سواء من خلال الحفاظ علي أمن وأمان النظام القائم من خلال مباركة ودعم مراكز القوي الخارجية وهي أمريكا وصديقتها إسرائيل، أو من خلال تأمين عملية نقل السلطة وتوريث الحكم إلي جمال مبارك الذي يحتاج هو الآخر لدعم من خلال الولاياتالمتحدة التي لاتسعي إلا لتحقيق مصالحها في المنطقة من خلال وجود أمن وقوي للكيان الإسرائيلي. د.نافعة أكد أيضاً أن مناهضة التوريث في مصر ليست فقط الشغل الشاغل لقوي التغيير لكنها خطوة نحو خلق نظام ديمقراطي، وذلك في أكثر من تصريح له، مشيراً إلي أن «التحول الديمقراطي وإسقاط الحكم الاستبدادي هو المشروع الأساسي الذي قامت عليه الحملة ». رؤية نافعة للتوريث في مصر تأتي من منظور أعمق وأهم، بمعني أنه في الوقت الذي وضع فيه الكثيرون مشروع التوريث هدفا يجب إسقاطه، خرج «نافعة» برأي أخر يؤكد أن الحكم الديمقراطي هو الإجهاض الحقيقي لأي مشروع توريث، وأن القضية ليست مجرد ثأر شخصي مع جمال مبارك أو غيره لكنها قضية وطن لابد من تغيير نظام الحكم فيه . في السياق نفسه يكرر «نافعة» تأكيده أن «قضايا الوطن لا تجزأ» سواء أكانت متعلقة بالشأن الداخلي أو الخارجي، بمعني أنه طالما لايفكر النظام في أي شئ سوي أمنه الخاص فلا يمكن له أن يحافظ علي أمن مصر»، لذلك لم يفصل أستاذ العلوم السياسية بين موقف النظام من الحصار الفلسطيني وبناء الجدار الفولاذي من ناحية وبين موقفه من قضايا الحريات والتغيير الديمقراطي من ناحية أخري، أي أنه لايمكن لنظام يحتكم إلي الاستبداد أن يري سوي مصالحه الشخصية فقط، حتي لو كان الثمن تشويهه صورة مصر.