في فيلم «مطب صناعي» طلب ميمي من الحاج إسماعيل شراء المحصول منه، فرفض الحاج لأنه اتفق مع شار آخر مؤكدا: «أنا كلمتي عقد». فأجابه ميمي: «معاك حق.. السوق كله بيقول إنك جبان وعشان كده ما بترجعش في كلامك»، فغضب الحاج قائلا: «الحاج إسماعيل طول عمره بيرجع في كلامه». هذا المشهد له علاقة وثيقة بمحاولة ليبرمان منذ أشهر وضع العرب والمسلمين في موقف الدفاع بنشر صورة الحاج أمين الحسيني وهو يجالس هتلر، وذلك بعد اتهام إسرائيل بممثالتها للنازية. فوقعنا في فخ الدفاع بدلا من أن ننشر نحن الوثائق التي تثبت تعاون الصهاينة مع هتلر لتوريد فقراء اليهود إلي معسكرات النازي، واليهود المعادون للصهيونية وفروا علينا مجهود البحث وكتبوا عدة كتب موثقة في هذا الأمر، فلماذا لم نبذل جهدا في إعادة نشر مجهودات غيرنا؟ بعد أقل من أربعة أشهر، انتشر علي الشبكة الإلكترونية بعض دعاة السلفية الذين يدافعون عن هتلر، ثم سلسلة من الفيديوهات والرسائل تقول بأن هتلر كان مسلما وأنه كان «رحمه الله» دائما ما يقسم بالله العظيم! كما حقق كتابه المريض «كفاحي» مبيعات كبيرة في معرض الرياض للكتاب. اجتماع الحاج أمين الحسيني بهتلر ليس عليه غبار ولا يعني إقراره بجرائم هتلر، «هل كان سعد زغلول عميلا للاحتلال لأنه التقي كرومر؟ هل نقر نحن جرائم بوتين ضد الشيشان بتعاون بعضنا معه؟». كنا تحت الاحتلال، ولو حارب إبليس بريطانيا وفرنسا اللاتي كانتا تسومانا سوء العذاب لساندنا إبليس. وجرائم هتلر لا تختلف عن جرائم بريطانيا وفرنسا ضد الهنود والعرب والأفارقة، أو جرائم أمريكا ضد العالم أجمع. لكن هزيمة هتلر لا تعني أنه مسلم! هو إحنا قاطعين أبونيه مع المهزومين؟ كل قادة الحرب العالمية الثانية المتوحشة مجرمون يحترقون الآن في الجحيم، المنصور منهم والمهزوم. فجميعهم مسئول عن قتل أكثر من ستين مليون بريئا. أما نحن فكنا نتسول حقنا في الاستقلال - كالعادة يعني، يا بنشحت يا بنتخانق مع بعض يا بنتغابي - لكن متي جيشنا الجيوش مع المحور أو الحلفاء كما حارب الصهاينة مع الحلفاء وتعاونوا مع المحور سرا ليصيبوا يهود العالم بالهلع فيدفعوهم إلي الهجرة لفلسطين؟ متي ورّد أثرياؤنا الغجر للمحارق؟ لماذا ننسي أن هتلر أحرق الغجر - ومنهم عدد كبير يدين بالإسلام - في معسكراته؟ «كفاحي» متوافر بالأسواق لمن أراد قراءته: من مذام اليهود لدي هتلر، أنهم استجلبوا الأفارقة «الأنجاس» إلي أوروبا! أليس منكم رجل رشيد؟ من أي طينة خلق ذلك العربي أو المسلم الذي يقبل علي كرامته كلاما كهذا؟ ثم إحنا يعني اللي كنا شق اللفت؟ لدي الشجاعة أن أقسم ويدي علي كتاب الله بأن الخارجية الإسرائيلية هي من صنعت هذه الرسائل - ولو قلت نظرية مؤامرة حاديك في مناخيرك.. فيه مصادفة كده؟ - لكن من فرح بالرسائل ودورها علي الشبكة الإلكترونية أناس من أمة الحاج إسماعيل. 62 عاماً يراهن الصهاينة علي سذاجتنا وفي كل مرة يكسبون الرهان. نصيحة: حين يحار عقلك، تمسك بالأخلاقيات، فهي تؤدي لنفس نتائج المنطق.