من حقنا بالطبع أن نلوم أي ممثل يتحدث بكل جرأة وببساطة شديدة عن عدم رؤيته لعمل فني أو درامي سواء كان من الكلاسيكيات التي دأبت قنوات الأفلام علي تحفيظنا إياها أوحتي الأفلام الحديثة التي لم يمر سنوات علي عرضها، مثلما يفعل سمير غانم علي سبيل المثال عندما يتحدث في كل لقاء صحفي أو تليفزيوني عن عدم متابعته للسينما المصرية حديثاً، وأنه يفضل الاهتمام بهوليوود ومتابعة أفلامها، علي الرغم من مشاركته في بعض هذه الأفلام كضيف شرف، في الوقت الذي تجد فيه فنانة مثل شويكار ظلت لفترة طويلة بعيدة عن العمل السينمائي قبل أن تشارك في «كلمني شكراً»، لكنها تدهشك بمتابعتها لكل فيلم عرض مؤخراً ومعرفتها بنقاط تميز واختلاف كل واحد من صناع هذه الأفلام، الغريب أننا تلقينا إجابات مفزعة عندما سألنا الفنانين الذين يؤدون أدواراً تم تقديمها من قبل عن مدي حرصهم علي مشاهدة العمل القديم، مثلاً لبني عبدالعزيز التي تشارك حالياً في مسرحية «سكر هانم»، والتي تعتبر معالجة جديدة يقدمها أحمد الإبياري للفيلم الشهير الذي يحمل الاسم نفسه، قالت ل«الدستور» إنها لم تشاهد الفيلم أصلاً، ولا تعرف الممثلة التي قدمت دور العمة الذي تقدمه هي في المسرحية، السؤال البدهي هو: «ولماذا لم تحاول البحث عن إحدي نسخ الفيلم، وتشاهده حتي من باب الإطلاع علي فيلم يحمل نفس قصة العمل الذي ستواجه الجمهور فيه»، وهو السؤال الذي أجابت عنه لبني عبدالعزيز قائلة: «ماجتش فرصة علشان أشوف الفيلم»، الأغرب أنها أكدت أن مسرحية «سكر هانم» مختلفة تماماً عن الفيلم الذي تم تقديمه»، والذي أكدت لنا أنها لم تره أصلاً. أما شريف سلامة، فقد كان أكثر جرأة من لبني عبدالعزيز عندما تحدث عن دوره في مسلسل «العار» الذي يقدم فيه نفس الشخصية التي قدمها حسين فهمي من قبل في فيلم «العار» مع المخرج علي عبدالخالق، فرداً علي سؤال «الدستور»: «هل شاهدت الفيلم من قبل؟»، أكد سلامة أنه شاهد الفيلم بالفعل، ولكن بعد أن طلبت منه المخرجة شيرين عادل القيام بذلك! وأنه حاول الاستمتاع بالفيلم كما نصحته، رغم أنه من الأساس وعلي حسب تعبيره غير مقتنع بفكرة أن يشاهد العمل، لأنه سيؤدي دوره بطريقة مختلفة تماماً، واقتبس سلامة نفس تبرير لبني عبدالعزيز، حيث أكد أنه لم تأتيه فرصة لمشاهدة الفيلم، وحتي بعد أن شاهده وجد أن سيناريو المسلسل مختلف كثيراً، كما أكد أنه لن يتأثر بأداء حسين فهمي في الفيلم في أثناء تقديمه للدور، لأنه اكتشف أن الدور مختلف تماماً عما تم تقديمه في الفيلم! إذن.. شاهد شريف سلامة فيلم «العار» الذي نتداول إيفيهاته الشهيرة، وأسماء الكومبارسات الذين شاركوا في أحداثه «أبودهشوم» و«الدفاس»، بعد أن طلبت منه المخرجة ذلك، وليس لأنه واحد من أشهر أفلام السينما المصرية، ولا حتي من باب الفضول لأنه يشاهد عملاً سيعيد تقديمه، سيمون هي الأخري فعلت الشيء نفسه، حيث علقت سيمون أنها لم تشاهد فيلم «لعبة الست» الذي قدمه نجيب الريحاني مع تحية كاريوكا، رغم أنها لعبت دور تحية كاريوكا في المسرحية المأخوذة عن الفيلم، وأعادته هي مع محمد صبحي، مشيرة إلي أنها لم تسمع عن الفيلم إطلاقاً قبل تقديمها للمسرحية، لكنها عندما علمت من محمد صبحي أنها ستجسد دور تحية كاريوكا في فيلم تم تقديمه من قبل، أعلنت رغبتها في رؤية الفيلم، فرفض صبحي حتي لا تتأثر بالشخصية.