عيسى: المشهد يفرض على القوات المسلحة أن يكون لها صوت وكلمة العلايلى: دلالة على وجوده فى الحياة السياسية.. وتأكيد ضمانته للأمن الداخلى والخارجى تصريحات وزير الدفاع عبد الفناح السيسى والخاصة بحثِّ كل الأطراف على الاتفاق، وأن الجيش لن يترك البلاد تنزلق إلى منطقة الخطر، أثارت تحليلات السياسيين فى مدلول الرسالة وتوقيتها قبل أسبوع من 30 يونيو، مؤكدين أنها رسالة قوية بأن الجيش موجود على الساحة ويتابع الأحدث بدقة.
الدكتور حسام عيسى أستاذ القانون بجامعة عين شمس، قال إن تصريحات الفريق أول عبد الفتاح السيسى تأتى تأكيدا على أن الجيش المصرى لن يترك الدولة المصرية تنهار، وهى الآن فى منحدر الانهيار بالفعل، مضيفا أنه فى ظل هذا المشهد لا بد أن تكون للقوات المسلحة صوت وكلمة، ومن يتصور أن الجيش بعيد عن المشهد فهو مخطئ بالفعل.
وحول تصريحات وزير الدفاع عن عدم صمت القوات المسلحة تجاه الترويع والتخويف لأهل مصر، قال عيسى إن هذه التهديدات جاءت من الجانب الذى يطلق على نفسه الإسلام السياسى، وليس من الثوار أو المعارضين، لافتا إلى أن كلمات السيسى تحمل رسالة هامة لكل من تخيل له نفسه أنه قادر على قتل المصريين.
عيسى أكد أن الجيش المصرى فى قلب الوطنية المصرية، وأن المرحلة الحالية التى تشهدها البلاد فيها خطورة بالغة، فجاءت كلمة الجيش على لسان قائده العام للتأكيد على حماية الشعب المصرى وحماية الوطن.
الدكتور محمود العلايلى عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، قال إن اللغة التى يتحدث بها الفريق السيسى تعطى دلالة وكأن الجيش مؤسسة مستقلة بذاتها، وأنه ليس له رئيس أو يتبع أوامر أحد، وهذه دلالة يجب أن توضع فى الاعتبار، مضيفا أن الجيش يريد أن يؤكد على ضمانته للحياة السياسية والأمن الداخلى والخارجى المصرى حاليا.
العلايلى أضاف أنه كان لا بد أن يوضح الجيش موقفه بهذه الكلمات وسط التهديدات الواضحة التى تصدر عن جماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم للشعب، مشيرا إلى أن المؤسسة العسكرية ليست بالسذاجة لتنساق وراء هذه التهديدات التى أوصلت مصر إلى ما هى عليه حاليا، قائلا «على أى حال هذه التصريحات تدل على وجود الجيش فى الحياة السياسية واستمراره فى المعادلة السياسية، بغض النظر عن وجوده الفعلى فى الشارع، وأعتقد أن هذا أمر جيد، فلولا وجود الجيش لحدث ما لا يحمد عقباه خلال الفترة الماضية».
العضو المؤسس بحزب الدستور الدكتور شادى الغزالى حرب، قال إن تصريحات الفريق السيسى تأتى فى رسالة طمأنة الشعب بأن القوات المسلحة منحازة إليه، مضيفا أن رسالته لمن يسىء إلى قيادات القوات المسلحة تأتى بعد الإساءة الواضحة من بعض قيادات جماعة الإخوان المسلمين للقوات المسلحة.
حرب أضاف أن رسالة السيسى لا تعنى أن الجيش يريد العودة إلى الحكم، وإنما رسالة للخطورة التى وضعتنا فيها جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا أن انحياز الجيش للشعب يأتى من صميم دور القوات المسلحة المصرية.
الدكتور عبد الله المغازى المتحدث الرسمى باسم حزب الوفد، قال إن الجيش بهذا البيان يؤكد عهدنا الدائم به على انحيازه للشعب، وأنه جيش الشعب وليس أداة لقمع الشعب، متمنيا أن تحذو كل مؤسسات الدولة حذو الجيش وأن تعلن تبعيتها للشعب وأن لا تكون أداة لقمعه.
المغازى أضاف أن بيان الجيش ينم على وعى وإدراك تام للقوات المسلحة تجاه ما تمر به البلاد، مشيرا إلى أنه من واجب الجيش أن يتدخل إذا كان هناك ما يهدد السلم الاجتماعى المصرى ومنع أى محاولة للانزلاق نحو الهاوية.
عضو مجلس الشورى محمد محيى الدين قال إن تصريحات الفريق السيسى هى رسالة إلى الجميع بأن الجيش لن يسمح بأن يترك البلاد تدخل «النفق المظلم»، لافتا إلى أن التصريحات فى عمومها إيجابية، مشيرا إلى أن الجيش لا يسعى، كما أعلن، إلى الدخول فى الحياة السياسية، لكنه بالطبع سيتدخل فى حالة انهيار البلاد، وإذا دخلت البلاد إلى مرحلة اللا عودة.
وعما جاء بتصريحات السيسى عن عدم الصمت عن إهانة القوات المسلحة قال محيى الدين إن هناك فصيلا سياسيا تحول إلى مرضى نفسيين ويرون ضروة توجيه الإهانات إلى الجيش والقضاء.
اللواء أحمد رجائى الخبير العسكرى وعضو جمعية العسكريين المتقاعدين وصف تصريحات الفريق أول عبد الفتاح السيسى ب«الصواريخ»، مضيفا أن العبارات التى أدلى بها القائد العام للقوات المسلحة رسالة واضحة لكل من هدد المصريين وكل من أساء إلى القوات المسلحة، وذلك كله حدث فى مظاهرات رابعة العدوية التى شارك فيها جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية وأنصارهم.
رجائى أشار إلى أن هذه التصريحات تدل على أن القوات المسلحة فى حالة استعداد تام للمشهد، وأنها لن تسمح بانهيار الدولة، متوقعا اتخاذ القوات المسلحة إجراءت حازمة خلال الفترة القادمة بعد هذه التصريحات النارية.
اللواء أحمد عكاشة الخبير العسكرى، يرى أن ما جاء بتصريحات الفريق السيسى جيد، لكنه يتحدث عن بديهيات من نوعية أن الشهب والجيش يدٌ واحدة، وأن الجيش ملك للشعب، لكن كان عليه أن يعى جيدا أن الشعب المصرى ليس منقسما الآن «فهناك فصيل واحد اسمه الجماعة لا يمثل سوى 7 أو 8% من الشعب المصرى يريدد أن يفرض رأيه على باقى الشعب».
عكاشة أضاف أن على القوات المسلحة أن تعى هذا الأمر جيدا، فالخلاف ليس بين فصائل الخلاف بين فصيل وشعب بالكامل، مشيرا إلى أن التطمينات التى بعث بها الفريق السيسى لا بد وأن يكون لها مردود على أرض الواقع، فهناك تهديدات سمعناها جميعا للشعب المصرى، وللقوى المعارضة التى ستشارك فى مظاهرات 30 يونيو، ولم نر من الجيش موقفا على الأرض للرد على تلك التهديدات.
عكاشة أضاف أننا سمعنا فى كل الفضائيات عن دخول عناصر من حماس وجهاديين إلى مصر، وعن وجود مصانع لتصنيع ملابس عسكرية وأسلحة دخلت البلاد، ولم يعلن الجيش عما إن كان هذا صحيحا أم لا، وإن كان صحيحا لماذا لم يتم القبض عليهم وإعلان ذلك للرأى العام، لافتا إلى أنه لا يكفى أن يقول السيسى إن القوات المسلحة لن تصمت على الإهانات المتكررة للقوات المسلحة «لأنها فى الحقيقة صمتت كثيرا على ذلك».