تابعت الجبهة الحرة للتغيير السلمى بمزيد من الاستغراب والدهشة دعوة الرئيس محمد مرسي اليوم لإجراء مصالحة وطنية شاملة، والتوحد خلف ملف النيل، وترى الجبهة أن دعوة الرئيس للمصالحة متأخرة جدا، كما أنها لا تلبى الحد الأدنى من تطلعات الشعب المصري العظيم، ولا يمكن أن تحقق المصالحة الشاملة على ارضية المطالب العادلة والمشروعة للشعب المصري. ويهم الجبهة فى هذا السياق تذكير الرئيس محمد مرسي بعدد من النقاط المهمة:
1- سبق للرئيس أن دعا ممثلى الأحزاب والقوى الوطنية وبعض الحركات الثورية لاجتماعات فى قصر الاتحادية، وبعد أن استمع الرئيس لمطالب ممثلي الشعب المصري فوجئنا به يصدر إعلانا دستوريا منح به نفسه سلطات إلهية، وصادر حق القضاء فى الرقابة على قراراته، وأقال النائب العام وعين نائبا عاما غير شرعى.
2- بعد الفشل الذريع لادارة مرسى الاخوانية ووزارته فى التعامل مع كافة الملفات , دعا الرئيس لحوار وطنى شاركت فيه الأحزاب الاسلامية وبعض الأحزاب المتحالفة مع جماعة الإخوان، واتفق معهم الرئيس على إقالة حكوم هشام قنديل وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وبعد أن أعلن حزب النور تفاصيل الاتفاق تراجع عنه الرئيس وأقال مستشاره لشئون البيئة عضو حزب النور و لوثه بفضيحة مالية.
3- دعت كل القوى السياسية مرارا وتكرار إلى ضرورة الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب، وعلى رأسها إقالة حكومة هشام قنديل وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وإقالة النائب العام غير الشرعى،لكن الرئيس لم يلتفت لمطالب المصريين وأبقى على نائبه الخاص طلعت إبراهيم رغم وجود حكم قضائى بأن وجوده فى منصبه هو والعدم سواء.
وإزاء التجارب السابق مع الرئيس مرسي فى حوارات وطنية متعددة، ومع دم الشهداء الذى سال فى الاتحادية ومحمد محمود وبورسعيد والسويس والاسماعيلية ودمنهور والمحلة.. ومع استمرار سياسة خطف النشطاء السياسيين وتعذيبهم وحبسهم وتلفيق القضايا لهم، فإننا نرى أن الرئيس محمد مرسي قد استنفذ كل فرص الحوار التى كانت متاحة، ولم يعد أمامه سوى أن يستجيب لمطالب الشعب ويتخلى عن رئاسة الجمهورية ويدعو لانتخابات رئاسية مبكرة.
ولقد علمتنا التجربة عدم الوثوق بدعوات الحوار الصادرة عن الرئيس محمد مرسي، كما علمتنا التجربة أن مثل هذه الدعوات ما لم تكن صادرة من مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين فإنها لا تمثل أية أهمية مطلقة، ولا تعتبر سوى وسيلة لتكرار المطالب بينما الجماعة ماضية فى خطط سيطرتها على مقاليد الحكم، واستعباد الشعب المصري.
وإذا ترفض الجبهة الحرة للتغيير السلمى دعوة مرسى للحوار فإنها تهيب بالشعب المصري العظيم أن يضرب المثل وينزل إلى كافة الشوارع والميادين اعتبارا من 30 يونيو لعزل الرئيس غير الشرعى، وإجباره على التنحى وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة يقول فيها المصريون كلمتهم.