أكد الدكتور برنابا ميريال بنجامين وزير الإعلام والبث الإذاعي المتحدث باسم حكومة جنوب السودان أن بلاده لم توقع بعد على اتفاقية عنتيبي ومازالت هذه المسألة قيد المشاورات. وأوضح بنجامين، في حوار خاص لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط في جوبا، أن مساعي بلاده للانضمام إلى اتفاقية عنتيبي لا يعني أنها تتخذ موقفا عدائيا ضد مصر وإنما هي تريد الحصول على حصتها من مياه النيل من السودان. وأشار في هذا الصدد إلى أن بلاده لم يكن لها حصة محددة من مياه النيل حيث كانت جزءا من السودان عند التوقيع على اتفاقيات اقتسام مياه النيل لعامي 1929 و 1959 وبعد استقلالها لم تحدد لها حصة واضحة من مياه النيل. وقال المتحدث باسم حكومة الجنوب إن بلاده ستطلب من مصر مساعدتها في الحصول على نصيبها من مياه النيل من حصة السودان البالغة 17 مليار متر مكعب من المياه سنويا.
وعن أزمة سد النهضة بين اثيوبيا ومصر، قال المتحدث باسم حكومة جنوب السودان إن مصر واثيوبيا والسودان وجنوب السودان تربطهم علاقات تاريخية قوية ومن غير المقبول أن تخيم على علاقاتهم أي حالة توتر.وأشار إلى أن بلاده من جانبها ستسعى لخلق المناخ السياسي المناسب في المنطقة بين الأطراف المعنية، مؤكدا أن الحوار السياسي هو أفضل الطرق لحل أي خلاف. وقال بنجامين إن العلاقات بين مصر وجنوب السودان قوية وتزداد قوتها يوما بعد يوم وتعزيز التعاون الاقتصادي هو أحد أسباب قوة العلاقات بين البلدين.
وأكد أن بلاده ترحب برجال الأعمال من كافة الدول ومن مصر بصورة خاصة فمصر ساعدت جنوب السودان أكثر من السودان نفسها ومازالت هذه المساعدات مستمرة في العديد من القطاعات المختلفة في البلاد، مضيفا أن عددا كبيرا من أبناء جنوب السودان يتلقون تعليمهم في مصر ويوجد في الحكومة الحالية ما بين 3 إلى 4 وزراء تعلموا في مصر. ووجه المتحدث باسم حكومة جنوب السودان دعوة إلى القطاع الخاص المصري للقدوم إلى بلاده والاستثمار بقوة فجنوب السودان تمتلك العديد من مقومات الجذب للمستثمرين ولديها من الثروات الطبيعية الكثير في قطاعات النفط والتعدين واستخراج الذهب والنيكل والماس واليورانيوم.
وشدد على أن جنوب السودان تحتاج إلى الخبرة المصرية بصورة خاصة في مجال الزراعة حيث تتوافر مقوماتها بسهولة إذ تهطل الأمطار على جنوب السودان 8 أشهر في العام علاوة على مياه النيل، كذلك في مجالات التشييد والبناء والبنية التحتية وشق وتمهيد الطرق وبناء الجسور ومشروع إنشاء مرسى نهري في "بانتيو" (تقع على الحدود مع السودان وهي عاصمة ولاية الوحدة) حيث سيسهم في تقدم كبير لحركة التجارة النهرية ولا يخفى على أحد غياب البنية التحتية في الجنوب فقد بدأنا العمل في البلاد من "العدم" ونحتاج للخبرة والشركات المصرية.وأشار بنجامين إلى أن تواجد القطاع الخاص المصري في جنوب السودان قليل ومعظم الاستثمارات المصرية الحالية تأتي من جانب الحكومة المصرية، ففي مجال الصحة قامت الحكومة المصرية ببناء عيادة طبية في جوبا كذلك يجري العمل على تشغيل عيادتين مصريتين في مدينتي "بور" و "أكون".
وقال المتحدث باسم حكومة جنوب السودان وزير الإعلام إنه سيقوم بزيارة إلى مصر نهاية الشهر الجاري للقاء نظيره المصري واجراء مباحثات ثنائية بشأن الاستفادة من الخبرة المصرية في تطوير منظومة الإعلام والصحافة في جنوب السودان. وعن زيارة رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، قال وزير الإعلام إن الترتيبات مازالت قائمة لإجراء هذه الزيارة التي من المتوقع أن تكون قريبا، لكنه أوضح أنه لا يعلم الموعد المحدد لها.