بفضل تعديل قانوني أصبح بإمكان المسلمين إنشاء مقبرة إسلامية في ولاية شمال الراين ويستفاليا غربي ألمانيا، بانتظار أن تحذو باقي الولايات حذوها، لتسهل على المسلمين إجراءات الدفن وفق تعاليم الشريعة الإسلامية. إنه يوم الخميس، وهناك عمل كثير في مركز دفن المسلمين في مدينة إيسن غرب ألمانيا؛ فلم يتم بعد إتمام إجراءات ترحيل جثمان مسلم إلى مصر. فما العمل؟! الوقت أصبح ضيقا وموعد الرحلة اقترب. لكن، وقبل أن يهتم بالأمر، على أكرم سازور أولا، المشرف على الدفن وفق تعاليم الدين الإسلامي في مقبرة هيلو بمدينة إيسن، ترتيب مراسيم دفن ميت آخر، طالبت عائلته بدفنه على وجه السرعة .
بالنسبة للمسلمين، يتوجب دفن الميت فور وفاته. غير أن هناك قوانين وعقبات إدارية في ألمانيا تعرقل ذلك. ويوضح أكرم سازور أنه "من المستحيل دفن المسلم في نفس يوم وفاته. لأن على إدارة المقابر حفر القبور، وهذا ما يجعلها تضع يوما إلى يومين كحد أدنى لاستقبال الموتى". ولهذا لا مجال لتحقيق رغبة العائلات المسلمة في تسريع عملية الدفن. غير أن رجل الدين إيرول بورلو يشير إلى أن رغبة العائلات هذه مستقاة من السيرة النبوية، "لأن النصوص القرآنية لا تشير سوى إلى طريقة الدفن".