وقفة حاشدة ضد قرارات عبد العزيز فى الأوبرا.. وإيناس عبد الدايم: نقف للحفاظ على هوية الثقافة المصرية «ارحل ارحل يا علاء» هو الهتاف الذى تصدر المشهد خلال الوقفة التى نظمها العاملون فى دار الأوبرا المصرية أول من أمس (الخميس)، مع عدد من اللافتات التى تندد بوزير الثقافة علاء عبد العزيز، حملت جملا منها «اللهم ارفع البلاء.. والوباء.. والغباء.. والدكتور علاء»، احتجاجا على حزمة القرارات التى دعمها الوزير المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة، والتى نتجت عنها موجة من الغضب من العاملين بعد قراره بإنهاء انتداب الدكتور إيناس عبد الدايم كرئيسة لدرا الأوبرا، الوقفة شهدت تضامنا واسعا من عدد من المثقفين والفنانين، وتأييدا من جبهة الإبداع المصرية وعدد من النشطاء، الذين أعلنوا رفضهم التام لقرارات الوزير، فى حين أعلنت جبهة الإبداع اعتصام عدد من أعضائها، احتجاجا على قرارات الوزير ومطالبتهم برحيله فورا من الوزارة، وأعلنوا تأييدهم لقرار العاملين فى دار الأوبرا بتعليق النشاطات والحفلات فى دار الأوبرا لمدة 72 ساعة حتى يتم تنفيذ مطالبهم.
خالد صالح وقف وسط عدد من الفنانين أمام دار الأوبرا المصرية بعد أن شارك فى مسيرة قصيرة بدأت من أمام مسرح الهناجر وتوقفت أمام البوابة الرئيسية للأوبرا، تلا من خلاله بيانا لجبهة الإبداع المصرى المشاركة فى الوقفة من خلال عدد من أعضائها، منهم المخرج خالد يوسف، والسيناريست والمنتج محمد العدل، ومحمود قابيل، قائلا: «يبدو أن الجالس على كرسى الحكم سكرة القصر أنسته ثورة الشعب وفى القلب منه الفنانون المصريون»، ليعلن بعدها خالد يوسف قرار إمهال الرئيس محمد مرسى 72 ساعة لإقالة الوزير وإلا سيشهد الموقف تصعيدا من قِبل العاملين فى الأوبرا والمتضامين معهم من الفنانين والمثقفين يتحمل هو وجماعته تبعاته»، مؤكدا أن دار الأوبرا المصرية مملوكة للمصريين وفنانيهم، فى حين استنكر الدكتور محمد العدل فى تصريحه ل«الدستور الأصلي» قرار الوزير الذى حول من خلاله مدير خشبة مسرح إلى مدير المسارح فى الأوبرا، مؤكدا أن الوزير أتى حاملا أجندته الخاصة، لكن فى النهاية لا يوجه الانتقادات والمطالب إليه، بل إن المطالب موجهة إلى الشخص الجالس فى الحكم، وفضل العدل عدم توضيح الخطوات التصعيدية التى قرر المعتصمون تنفيذها فى حال عدم الاستجابة لمطالبهم، وجاء تعليق محمود قابيل على القرار ب«أنه واحد من القرارات الخاطئة التى تتبناها جماعة ليست لها شرعية، وما يحدث ليس فقط أخونة للثقافة المصرية، بل أخونة كاملة للدولة المصرية.. ما يحدث حول قناة السويس، وما يحدث فى سيناء، أمثلة على ذلك، لذلك يجب أن نقف أمام محاولات وسياسات مكتب الإرشاد التى تظهر اليوم فى شكل قرارات وزير الثقافة».
الدكتور إيناس عبد الدايم التى شاركت فى الوقفة وعلقت على قرارات الوزير قائلة: «عشوائية ولا تتسم بالاحترام، ويكفينى وقفة جموع العاملين فى دار الأوبرا المصرية والفنانين والمثقفين، فى محاولة للوقوف أمام أجندة الوزير، وحفاظا على الثقافة التى يحاول الوزير تدميرها، وعدم طمس الهوية».
الموزع وعازف البيانو عمرو سليم يرى «أن القضية ليست فى رحيل شخص أو إقالته من منصبه.. القضية الحقيقة هى السبب وراء رحيل الشخص أو إقالته»، ويتساءل: «ما السبب وراء إقالة أى مسؤول، هل الفساد السبب، أم عدم أهليته لإدارة المكان؟، بمعنى أن أى مسؤول إذا كان يدير مؤسسته بشكل ناجح ولا يوجد فساد فما الداعى لإقالته أو رحيله، ولو رحل فهل سيحل مكانه مَن هو على نفس الدرجة من الكفاءة، هذه هى المشكلة فى مصر فى مسألة المناصب، حيث جرت العادة السيئة أن الغالبية لا تهتم ببناء كوادر وكفاءات تخلفها».
فى حين ذهب العازف هانى النحال إلى الحديث عن مجلس الشورى -على خلفية مناقشته لميزانية دار الأوبرا- وقيام أحد أعضائه بالمطالبة بإلغاء الباليه، لأنه دعوة للعرى -حسب وجهة نظر هذا العضو- ب«أن مجلس الشورى ليس له وجود وغير مؤثر ولا يعتد به، وما يناقشه من قوانين يتم إلغاؤها بعد ذلك، أنا لا أفهم أن يكون الاعتراض على الباليه ووصمه بالعرى، فى حين أن الحكومة تمنح للمنشآت السياحية ترخيص بيع الخمور، دعما للسياحة التى عملت الحكومة على خرابها، وفى الوقت ذاته يطالبون بإلغاء الباليه لأنه عرى».
راقص الباليه أحمد يحيى، علق على نفس الموضوع، قائلا: «إن الباليه مستمر، ومن المقرر تقديم عروضنا الشهر المقبل»، مؤكدا أن من حق كل شخص إبداء رأيه وأن يعبر عنه بالطريقة التى تناسبه، لكن عندما يجهل هذا الشخص ما يبدى رأيه فيه، فمن الأفضل أن يصمت. والعرى هو عرى اللسان، لا عرى الجسد، وعن مطالبة أحد أعضاء مجلس الشورى بإلغاء الباليه أحب أن أشير إلى أنه توجد أماكن مخصوصة للعرى معروفة ويعرف الجميع أماكنها، وهناك عرى يقدم يوميا، وأماكنه معروفة أيضا، ولا يعترض عليه أحد، لكنه ليس فنا، فى حين أن الباليه فن ويصنف أرقى الفنون العالمية، فى النهاية هم وصموا الأديب الكبير نجيب محفوظ بأنه يدعو إلى الرذيلة من خلال ما كتبه فليس غريبا أن يروا الباليه عريا، فهذه هى طريقة تفكيرهم».
محاولات من الرئيس الجديد لدار الأوبرا المهندس بدر الزقازيقى الذى كان يشغل منصب مدير الإدارة المركزية للتجهيزات الفنية للمسارح، لإعادة فتح المسارح وتقديم العروض من خلالها، واجهها العاملون بشدة دفعتهم إلى التوجه أمام المسرح الكبير فى الأوبرا، بعد أن كانت البوابة الرئيسية تشهد فاعليات الوقفة الاحتجاجية، وذلك بعد انضمام عدد من العاملين فى مسرح الجمهورية إلى الاعتصام، مطالبين بإقالة الوزير.
الوقفة حضرها عدد كبير من الفنانين منهم بسمة، وفردوس عبد الحميد، وسيد فؤاد، وآثار الحكيم، ويحيى خليل، وفتحى سلامة، والفنان التشكيلى محمد عبلة، بالإضافة إلى مشاركة الدكتور رضا الوكيل مدير المكتب الفنى للأوبرا الذى عرض عليه الوزير المنصب الذى قبله الزقازيقى، لكنه رفض معللا رفضه بأن الدكتور إيناس هى الأنسب لإدارة الأوبرا فى هذه المرحلة.
السينمائيون لم يكتفوا بالبيان الصادر من نقابتهم والمندد بالقرارات، ومتضامنا مع العاملين فى الأوبرا ضد الوزير، بل شارك الكثير منهم فى الوقفة المخرج أمير رمسيس، ووضح المخاوف التى حملها الكثيرون مع إعلان اسم وزير الثقافة، قائلا: «فى البداية كانت هناك مخاوف من قِبل كثير من الفنانين من اختيار الوزير الجديد، وذهبت الظنون إلى أن الوضع سيكون سيئا، لكن قرارات الوزير جاءت أسوأ مما كنا نتخيل أو نتوقع، وما كان توقعا أو توجسا من قرارات بالتصفية أصبح واقعا ملموسا، لذلك أنا مع إسقاط الوزير أيا كانت الوسيلة»، أما المخرجة هالة خليل فرفضت كل الإقالات لا إقالة الدكتور إيناس عبد الدايم فقط، والتى تعكس عدم وعى وعدم فهم، و«غشومية» فى التطبيق، و«يؤكد ما تخوفنا منه منذ اختيار هذا الوزير لتولى الوزارة».