أكد الدكتور نصر السيد الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة أن الأخصائي النفسي بالمدرسة هو أحد الأركان الأساسية في العملية التعليمية, حيث يقع علي عاتقه مسئولية التقويم النفسي للطلاب وعلاج حالات الانطواء والخجل والميول العدوانية لديهم. جاء ذلك اليوم خلال افتتاح الدورة التدريبية الأولى لتدريب الأخصائيين النفسيين بالمدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم لرفع الوعي لديهم بحقوق الطفل للحد من ظاهرة العنف المدرسي بمحافظات القاهرة والجيزة والفيوم والغربية والمنوفية والقلوبية وسوهاج بحضور ممثلي وزارة التربية والتعليم والموجهين النفسيين بالمدارس.
وقال نصر السيد إن عمل الأخصائي النفسي يحتاج لصبر متزايد ومثابرة خاصة في ظل حالات العنف المدرسي المتزايد في الفترة الحالية سواء ما بين الطالب والطالب أو المدرس , أو داخل الأسر.
وأوضح أن المجلس دعا إلى ضرورة بناء قدرات الأخصائيين النفسيين في المدارس وتعريفهم بحقوق الطفل وكيفية التغلب علي التحديات التي تقابلهم في العمل مع التلاميذ وتعزيز دورهم في القضاء علي العنف في المدارس , مؤكدا أهمية رفع وعي الأسر بدور الأخصائي النفسي في المدرسة لأن أولياء الأمور تتعامل مع حالات أبنائهم بحساسية زائدة لاعتقادهم أن مجرد عرضهم على الأخصائي النفسي هو اتهام بالتخلف والجنون.
وأعرب عن استعداد المجلس في إعداد دورات تدريبية تخصصية للأخصائيين النفسيين عن القوانين المرتبطة بالأطفال والحقوق القانونية للبيئة المدرسية بكافة عناصرها وتنمية مهاراتهم , بالإضافة إلى تبني نموذج للقضاء على العنف المدرسي والتربية النفسية داخل المدارس يضعه الأخصائيون أنفسهم ليكون دليل قابل للتطبيق داخل كل مدرسة , مطالبا الأخصائيين بالقيام بدورهم المؤثر داخل المجتمع المدرسي في ضوء الإمكانيات المتاحة من أجل صناعة التغيير.
وأشار إلى أن من أهم أسباب العنف المدرسي وفقا لما قدمته الدكتورة نهلة أمين استشارى علم نفس هو طريقة تصميم المؤسسات التعليمية وازدحام الصفوف ونقص المرافق الضرورية وانعدام الخدمات , وكثرة الغياب في أوساط المعلمين ونظام الاستبدال بالأساتذة المتغيبين مما يفسح المجال للخروج عن النظام في الصف , وسوء التنشئة الاجتماعية للطلاب مما يدعوهم للتعويض عن الفشل بالاختلاط برفاق السوء مع التأثربأفلام ومسلسلات العنف.
وقال الدكتور نصر السيد الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة إنه من بين الأسباب التي تؤدى للعنف المدرسى غياب القوانين واللوائح التنظيمية التي تحكم عمل المؤسسات التربوية وضعف التواصل والتعاون بين مجالس أولياء الامور وإدارة المدرسة , وإغفال دورالأخصائي النفسي في إمداد الطالب بالمعلومات المتنوعة والمناسبة وتنمية شعوره بالمسئولية بما يساعده على فهم ذاته والتعرف على قدراته وإمكاناته ومواجهة مشكلاته واتخاذ قراراته وتنمية سلوكه الإيجابي.
ومن جانبه..أشاد الدكتور محمد صالح الإمام مستشار وزير التربية والتعليم بالدور الذي يقوم به المجلس في العمل علي تمكين الطفل للحصول علي حقوقه والتصدي لكافة أشكال العنف التي يتعرض لها خاصة العنف في المدرسة والمجتمع , مؤكدا أن الوزارة تسعي من خلال التعاون مع المجلس في النهوض بمستوى الأخصائيين ومساعدتهم علي القيام بدورهم إيمانا منها بأن المدرسة تعد البؤرة الرئيسية للنهضة الحقيقية لمصر.
فيما قالت سمية الألفى مدير عام وحدة التنمية والنوع بالمجلس إن الأخصائي النفسي هو البوابة الرئيسية للقضاء على العنف المدرسي ويمكن من خلاله التعرف على الحاجات النفسية والاجتماعية والأساسية للطلاب وإشباعها بالأساليب والبرامج التربوية المناسبة والاهتمام به يمكن أن يغير من شكل المرحلة القادمة , ليخرج لنا جيلا فاعلا على حسب قدراته وإمكاناته , يستطيع أن يعبر جيدا عن مشاعره وعن احتياجاته ولا يلجأ للعنف كبديل عن التعبير عن هذه الاحتياجات.