طبعا مكنش ممكن أبدا اكتب مقال عشان أقدم للقراء إبراء ذمة مالية من صحيفتي الدستور الأصلي والتحرير .. واثبت لهم أنني لا أتقاضى مليما واحدا عن مقالاتي التي تخطت ال 400 مقال منذ الثورة وحتى الآن .. والحقيقة اللي لازم اقولها وبالفم المليان كمان .. انا لم اطلب أجرا من الأساس .. وحتى عندما استطعت بفضل الله أولا ثم بفضل صديقي الأعز ابراهيم منصور رئيس التحرير التنفيذي ان استعيد اسمي مرة اخرى بعد غياب طويل عن مصر .. لم أفكر ان اطلب .. لأمر بسيط جدا .. ربنا فاتحها عليا والحمد لله في الكويت ..
بل دعني أقول ان كتاباتي في الدستور والتحرير لفتت إلى الأنظار هنا حتى في الجريدة التي اعمل بها .. وكأن القائمين عليها لم يدركوا حجمي الحقيقي الا بعد ان رأوا كتاباتي في مصر وردود الفعل من خلال حجم "التشيير " و" اللايك " على الفيسبوك وتويتر .. ونقل المقال من الدستور والتحرير على مواقع كثيرة ، حتى أنني فوجئت مثلا بجريدة "عرب تايمز " التي تصدر بالانجليزية هنا في الكويت ترجمت لي أكثر من مقال ونشرته .. كان أخرها مقال بعنوان " ابو اسلام نموذج عفن لواحد بدقن " .. يعني اللهم لا حسد وما يحسد المال إلا أصحابه .. كتاباتي في الدستور والتحرير فتحت لي أبواب رزق أكثر بكثير مما كان يمكن ان أتقاضاه من الإبراهيمين الأستاذين عيسى ومنصور .. ومن حق الاثنين عليا ان انا اللي ادفع لهما نظير ما حققاه لي من تواجد وشهرة .. كنت قد افتقدتها كثيرا منذ ان كنت ملء السمع والبصر في مجلة " كل الناس " في فترة التسعينيات .. ولو كانت الفضائيات في هذه الفترة منتشرة كل هذا الانتشار المحموم ، لما فكرت أبدا في السفر ابحث عن رزقي وقوت عيالي.
كنت في مجلة " كل الناس " رئيسا لقسم الحوادث والتحقيقات الإنسانية .. واقسم بالله وربنا يحاسبني على القسم ان كنت اكذب .. " واهو عماد اديب صاحب المجلة موجود .. واللي عايز يتأكد يسأله " .. كانت مؤسسة " تهامة " العملاقة في السعودية وهى وكالة الإعلانات المحتكرة لإعلانات المجلة وقتها تشترط بشكل صريح نشر حادثة اسبوعيا في المجلة بقلمي المتواضع .. وكنت وحدي - والله العظيم وحدي – انافس جريدة في حجم الأخبار والأهرام في مجال التحقيقات الإنسانية واتفوق على الجريدتين .. لدرجة أنني - والفضل لله أولا وأخيرا - استطعت بالكلمة والصورة ان اجعل أميرة سعودية تتبرع بمليون دولار لعلاج طفلتين كانتا تحتاجان لعملية زرع كبد في امريكا .. في خلال 48 ساعة " تخيلوا المبلغ في عام 96 " ، بينما جريدة بحجم الاخبار قامت بحملة استمرت 6 اشهر لتجمع ربع مليون دولار لعلاج شاب مصاب بهشاشة العظام.
لا اريد ان اتحدث عن ذاتي كثيرا حتى لا يتهمني احد بالغرور .. وأنا أبغضه ولم يُصبني دقيقة من وقتي حتى بيني وبين نفسي .. لكن ما دفعني للكتابة وألّح علي .. اتهام بعض القراء لي بأنني أعيش في جلباب " أبو حمالات " كما يحلو لضعاف النفوس تسميته .. الأستاذ ابراهيم عيسى .. واكتب ما يُمليه علي وما يتوافق مع وجهة نظره وتوجهه مقابل ما اتقاضاه منه في الشهر .. حتى ان واحدا سألني عبر تعليق على مقال : هل ما تأخذه من عيسى يساوي بيع ضميرك وقلمك لترضيه؟ .. وأخر كتب : الحق نفسك قبل ان يأخذك عيسى إلى الهاوية وساعتها لن تنفعك الآلاف التي تتقاضاها منه.. وقد قلت في مقال سابق بشكل سريع أنني لا أتقاضى شيئا عما اكتبه .. لكن هذه المرة أردت أن أفرد المقال كله لهذا الأمر حتى أُخرس كل الألسنة التي ترى أن كل من يكتب خلاف وجهة نظرهم ورأيهم .. أكيد قابض.
وبالنسبة بقى لابراهيم عيسى .. م الأخر كده واللي يزعل يتفلق ويضرب راسه في البلاط .. انا من المتيمين بكتاباته وآرائه .. رغم ان لا علاقة شخصية تربطني به أبدا ولم أره في حياتي وجها لوجه إلا مرة واحدة السنة اللي فاتت في أجازتي .. ورحب بي في مكتبه بطريقته المعهودة قائلا : آهلا بالراجل اللي عامل لنا مشاكل .. حتى كوب الشاى شربته في مكتب إبراهيم منصور .. وعايز أقول حاجة تانية ..
انا اللي طلعت على ابراهيم عيسى حكاية " أبو حمالات " .. غير انني بالطبع مكنتش قاصد بيها السخرية أبدا .. ففي بداية كتاباتي في الدستور كتبت مرة " فوازير رمضان " .. وكانت إحداها عن عيسى وكتبت فيها نصا الأتي : " حاولوا يحرقوه .. لكن نسوا ان اسمه "...." .. وان النار متحرقش مؤمن .. كان نفسه يكون " الدستور" اولا .. لكن الأغلبية عايزة الانتخابات .. و " التحرير " كان محل إقامته 18 يوم .. ودلوقتي محل عمله ..شنبه يقف عليه الصقر .. راجل بحق وحقيقي .. بسيط ودمه زي العسل ودماغه موسوعة ..سياسة .. أدب .. فن .. سينما .. قفلوا له "القهوة " وعلقوا الكراسي .. فرجع ببرنامج ديني وفضح النظام وخلاه " فرجة " .. اسأله في اى حاجة يجيبك عليها .. واذا سألته : وايه اخبار الفلوس يرد ضاحكا : واضح ان مفيش اسئلة ويسك ع الموضوع. الجائزة : بنطلون ب "حمالات" من ملابسه الخاصة ..مش خسارة في اللي بيحبوه".
انا مش حاتكلم كتير عن عيسى حتى لا يتهمني احد بالتملق والنفاق .. بس حاقول حاجة واحدة واختم .. وعن عيسى تحديدا .. ويشهد عليا وقتها إبراهيم منصور .. كان عيسى قبل انتخابات الإعادة بين شفيق ومرسي نازل سلخ في الإخوان وفين يوجعك يا معلم .. وكنت وغيري كثيرون نقبل العمى ولا نقبل شفيق .. وعصرنا يجي 90 مليون لمونة عشان ننتخب مرسي .. فكنت حتجنن من ابراهيم عيسى وكل اللي بيقوله على الإخوان يصب بالضرورة في صالح شفيق .. فاتصلت بابراهيم منصور وقلت له : إيه حكاية عيسى بالضبط .. معقولة يكون عايز شفيق .. استحالة يكون عايز النظام القديم يرجع تاني في صورة شفيق .. انا مصدوم في ابراهيم عيسى وحتجنن .. وحاكتب مقال أهاجمه .. فرد عليا منصور : ابراهيم ضد الاتنين شفيق ومرسي .. وانتخب حمدين .. فمتستعجلش يا بو حميد .. بكرة الأيام حتبين ان عيسى كان على حق.
وعدت الايام .. وتأكدت فعلا ان ابراهيم عيسى كان على حق .. وانا وملايين غيري كنا فاهمين غلط!!