ذكرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية أن التفجيرات التي استهدفت ماراثون ولاية بوسطن الأمريكية الليلة الماضية أثارت مخاوف من تعرض فعاليات رياضية مماثلة ستقام في أوروبا قريبا لهجمات مشابهة. وأضافت المجلة - في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء - أن القادة الأوروبيين لم يكتفوا بتقديم التعازي لأهالي القتلى والمصابين في أحداث بوسطن ، والإعراب عن تضامنهم مع واشنطن في مواجهة هذه الهجمات الغادرة، لكنهم أيضا سارعوا ، على المستوى المحلي ، لتكثيف الأمن في المناطق التي من المرجح أن تشهد مثل هذه الهجمات.
وأوضحت المجلة أن ما أثار المخاوف بشأن هجمات مشابهة على الفعاليات الرياضية المقبلة هو استهداف فعالية كماراثون بوسطن الذي يعد أقدم الماراثونات في العالم ، حيث انطلقت فعالياته لأول مرة قبل 116 عاما.
وأشارت الي أنه على الرغم من إعلان وزارة الداخلية الألمانية أنها "لا ترى مبررا لتعزيز الأمن في البلاد" ، إلا أن الجهات المنظمة لماراثون برلين ، المقرر إقامته في سبتمبر المقبل ، أوضحت أن هجمات بوسطن دفعتها لإعادة النظر في خططها الأمنية لحماية الفعالية الرياضية.
ونقلت المجلة عن أحد منظمي الماراثون قوله "علينا أن ننتظر المعلومات الواردة من بوسطن وتحليلها لمعرفة ملابسات الهجوم ، حتى يتسنى لنا التنسيق مع المسئولين لتأمين ماراثون برلين".. مؤكدا أن تأمين مسار الماراثون بالكامل ، والذي يبلغ نحو42 كيلو مترا، يمثل تحديا في جميع الحالات. وفي بريطانيا يختلف الوضع تماما ، حيث يقام ماراثون لندن يوم الأحد المقبل ، الأمر الذي دفع مسئولي العاصمة البريطانية لمراجعة إجراءات الأمن الخاصة بهذه الفعالية ، التي سيشارك بها نحو 36 ألف عداء.
وذكرت مجلة (دير شبيجل) الألمانية أن منظم ماراثون لندن نيك بيتل أصدر بيانا الليلة الماضية تقدم فيه بالتعازي للرياضيين إجمالا والمشاركين في ماراثون بوسطن على وجه الخصوص، كما أفاد بأن منظمي ماراثون لندن تواصلوا مجددا مع شرطة العاصمة البريطانية بعد أحداث بوسطن للتأكيد على أهمية تشديد إجراءات الأمن الخاصة بالماراثون. وأضاف بيتل ، في تصريح لوسائل الإعلام، أن تأمين فعالية ضخمة كالماراثونات أو المواكب التي تقطع مسافات طويلة، ويشارك فيها أعداد كبيرة من المواطنين والرياضيين، يعد تأمينا للمدينة بأكملها، خاصة أن عدم إقامة مثل هذه الفعاليات في أماكن مغلقة، كالملاعب والاستادات مثلا، يجعل من الصعب إحكام تأمينها كما ينبغي.
وفي العاصمة الروسية موسكو، حيث تقام بطولة العالم لألعاب القوى في أغسطس المقبل، صرح منظمو البطولة أنهم بصدد تشديد الإجراءات الأمنية الخاصة بها بوصفها نموذجا مصغرا لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي سيستضيفها منتجع سوتشي الروسي العام المقبل.
ومن جهتها، عززت فرنسا من إجراءات الأمن في مختلف أنحاء البلاد، وأمر وزير داخليتها مانويل فالس بخروج دوريات أمن إضافية في مختلف الأقاليم ، كما طالب المواطنين بالتعامل بحذر مع الأجسام المشتبه بها دون إثارة الذعر.