لماذا لا يتم اعتقال بنيامين إليعازر وزير الصناعة الإسرائيلي الذي سيصل اليوم إلي القاهرة برفقة رئيس حكومته بنيامين نتنياهو للقاء الرئيس حسني مبارك وكبار مساعديه؟ سؤال بات من المحتم طرحه بسبب تعمد نتنياهو اصطحاب بن إليعازر في زياراته لمصر ولقاءاته مع الرئيس مبارك، علما بأن نتنياهو لم يتوان في زيارته الأخيرة عن التنويه إلي أن بن إليعازر يعتبر صديقاً لمصر ولمبارك علي الرغم من أنه هو الذي أمر بقتل المئات من الأسري المصريين خلال حرب يونيو عام 1967. وطبقا لبيان وزعته السفارة الإسرائيلية في القاهرة أمس فإن نتنياهو استبق وصوله إلي مصر بقوله سألتقي اليوم الثلاثاء الرئيس المصري بناء علي طلبي، مضيفا أري وجود مصلحة لدينا لدفع عملية السلام بطرق مختلفة. وتقول عدة مصادر موثقة أن فرقة تابعة للجيش الإسرائيلي كان يقودها بن إليعازر قد قتلت 250 جندياً مصرياًِ أسيرا في نهاية هذه الحرب بدلا من نقلهم إلي معسكرات أسري الحرب. وشكلت وحدة «شاكيد» التي قادها بن إليعازر عام 1953 واتبعت بالقيادة العسكرية الجنوبية في إسرائيل، ثم ألغيت عام 1974. وخلال عام 2007 تم الكشف عن فيلم «روح شاكيد»، الوثائقي الذي بثته القناة الأولي في التليفزيون الإسرائيلي، والذي أثبت قيام بن إليعازر، بإصدار أوامر لجنوده، كقائد للواء «شاكيد»، الذي أنشأه أرئيل شارون رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق عام 1954 تحت اسم الوحدة «101» والتي اشتهرت بارتكاب المجازر ضد العرب ومنها مجزرتا قبية ونحالين، بقتل أسري الحرب المصريين بعد استسلامهم. وتضمن الفيلم إقرار أفراد الوحدة بما فعلوا وعدد الذين قتلوهم وقد صوروا بكاميراتهم بعضا من هؤلاء الأسري. وخلال الفيلم أكد إليعازر مسئوليته عن مقتل 250 جندياً مصرياً وتحدث ببرود أعصاب عن مطاردة هؤلاء الجنود بعد انتهاء المعارك في سيناء وقتلهم. وروي بن إليعازر ذاته الذي شارك بنفسه في عمليات القتل كيف تمَّت مطاردة الجنود المصريين بطائرة مروحية قامت بإنزال جنود صهاينة من الكتيبة التي كان يقودها علي أرض سيناء فيطلقون النار علي الجنود المصريين بالرغمِ من عدمِ قدرتهم علي القتال بعد انتهاء المعركة ونفاد ذخيرتهم، وفي اعترافاته قال بن إليعازر: «أذكر لجوء بعض الجنود المصريين للاختباء في الرمال، لكن أفراد وحدة شاكيد اكتشفوهم وقتلوهم».