الثلاثاء 6 من أبريل 2010 يوم أسود جديد في سجل حقوق الإنسان في مصر وفي عصر نظام مبارك. .. يوم وأد الحرية ومصادرة حق التعبير .. وسحل البنات في الشارع علي يد قوي الدولة الإرهابية. لقد كشف النظام عن موقفه من مطالب القوي السياسية والشعبية والجيل الجديد القادم من التغيير .. تغيير الدستور.. وإلغاء الطوارئ.. وتحرير المجتمع والبلاد من قوي الظلم والاستبداد والديكتاتورية. .. لقد كشف النظام عن موقفه من المرأة.. بالتحرش بها.. وتمزيق ملابسها وسحلها بالشارع.. لأنها خرجت تطالب بالتغيير .. دعكم وحكاية دعم النظام للمرأة وتمكينها ودور السيدة سوزان مبارك في رعاية المرأة .. لقد بدا الأمر واضحًا الآن في أحداث يوم الثلاثاء الأسود.. الذي جهز جيشه من الأمن المركزي وفرقه الخاصة من بلطجية «الكاراتيه». .. وبالطبع أركان النظام المريض تحاول إثبات وجود وخدمة راعيه.. فتفرغت الداخلية لضرب الشباب والفتيات وسحلهم ومحاربتهم بدلاً من محاربة الفاسدين المتاجرين بالبشر الذين يُغرقون الشباب في مياه البحر.. ومطاردة المحتكرين والذين يتاجرون في قوت الشعب. إنها الفضيحة بكل المقاييس. إنها فضيحة للبرلمان الذي استجار به الشباب الذي ذهب إليه ليقف أمام بابه ليعلن مطالب شعبية من أجل التغيير وإلغاء الطوارئ الذي يصر النظام علي الحكم به. إن هذا اليوم سيظل نقطة سوداء في جبين هذا البرلمان.. ولن ينسي التاريخ لقياداته كم أنهم موالسون للنظام في استمرار الديكتاتورية والاستبداد. إن هذا اليوم يذكرنا بأحداث الأربعاء الأسود 25 من مايو 2005 في يوم الاستفتاء علي الترقيعات الدستورية والمادة 76 سيئة السمعة من اعتداء الأمن علي الناشطين والصحفيات والصحفيين والمواطنين التي لن يمحوها التاريخ.. ويأتي 6 أبريل 2010 ليكمل مسيرة السجل الأسود للنظام. إن ما حدث هو بروفة لما يمكن أن يحدث في الانتخابات البرلمانية والرئاسية من استخدام العنف ضد المواطنين الذين يسعون إلي التغيير والعودة بمكانة مصر إلي الأفضل وسط الأمم التي أصبحت متقدمة باحترامها لمواطنيها وتقديرهم. إنه يثبت أيضًا أن النظام مذعور.. ولم يعد يملك سوي العنف.. العنف ضد أبناء الوطن المخلصين لقضاياه.. والذين يقفون ضد الفساد والمفسدين والاستبداد والمستبدين. إنه لن يمحو ذلك السجل الأسود سوي رحيل النظام وأعوانه.