تشهد محافظة مطروح خلال هذه الأيام أزمة كبيرة في نقص كميات مياه الشرب الواردة إليها وباتت مهددة بالعطش ، وتزايدت شكاوى المواطنين ضد شركة مياه الشرب لعدم حصولهم على الخدمة . حيث تراجعت كمية مياه الشرب الواردة للمدينة من محطة المعالجة بجنوب العلمين التي تغذيها ترعة الحمام مما أدى إلى وجود نقص شديد في مياه الشرب في العديد من الأحياء وخاصة ذات الكثافة السكانية المرتفعة ، بسبب كثرة التعديات من الأهالي على خط المياه الرئيسي الممتد على طول الطريق الساحلي ( الألف مليمتر ) .
حيث يقوم المزارعين بعمل وصلات خلسة مخالفة لري زراعتهم ، عن طريق قطع الخط بوصلات بقطر 3 و 4 بوصة ، مما يؤثر على تناقص كميات المياه التي تحتاجها المدينة يومياً ، بالإضافة إلى قيام أهالي الضبعة والعلمين بإيقاف الروافع وقطع المياه عن مدينة مرسى مطروح بسبب رفض رئيس مجلس إدارة شركة المياه والصرف الصحي ومماطلته في توصيل خطوط المياه لهم .
وزاد من حدة الأزمة دخول سائقين سيارات نقل المياه التابعة للشركة في إضراب مفتوح ، احتجاجا على استمرار رئيس الشركة في منصبه والمطالبة بإقالته ، لسوء الإدارة وإهمال صيانة السيارات وتوريد قطع غيار رديئة مما يتسبب في أعطالها بشكل مستمر ووضعهم في مواجهة غضب الأهالي ، واعتراضهم على الجزاءات التي يتعرضون لها من إدارة الشركة دون سند أو دليل .
وقد قرر محافظ مطروح اللواء أحمد حلمي الهياتمي ، تشكيل لجنة من رئيس مجلس مدينة الضبعة وعمد ومشايخ المدينة للمرور على خط مياه الشرب الرئيسي ، للوقوف على حجم التعديات وإزالتها ، مع المرور على جميع القرى السياحية على طول الخط ومعاينة كافة التوصيلات ، وإعداد اللجنة لتقارير المعاينة لاتخاذ القرارات اللازمة بشأنها.
وطالب المحافظ بتشكيل لجنة شعبية من أهالي الضبعة برئاسة الشيخ أبو بكر الجراري إمام الدعوة السلفية بالضبعة ، تكون مهمتها تأمين خط المياه الرئيسي وكذلك أن يتحمل كل عمده وشيخ مسئولية حماية مسافة 5 كيلو متر على طول خط المياه في نطاق مركز الضبعة لوقف كافة التعديات والحفاظ على كميات المياه المنقولة داخل الخط.
وساهمت مديرية أمن مطروح في العمل على حل أزمة إضراب السائقين ، وقامت بنقل المياه إلى المواطنين بسيارات الحماية المدنية ، كما وجه المحافظ إلى استخدام سيارات نقل المياه بالمصالح الحكومية كمجلس مدينة مرسي مطروح ومديرتي الصحة والتربية والتعليم والتي أهدتها القوات المسلحة إلى المحافظة في نقل المياه إلى المواطنين ، وتم توزيعها بغراب توزيع المياه من خلال السكرتير العام للمحافظة .
وأشار وكيل وزارة الصحة بمطروح الدكتور محمود زهران ، إلى نقص مياه الشرب بالمستشفيات والوحدات الصحية ، وأن عدم ضخ المياه سيؤدى إلى توقف إجراء العمليات الجراحية بالمستشفيات التي تحتاج للمياه بشكل رئيسي ، والمديرية لا تملك إلا سيارتين لنقل المياه إحداهما سعة 10 طن والأخرى سعة 8 طن وتخدم أكثر من 44 وحدة صحية بطريق مطروح الساحلي و5 مستشفيات داخل مدينة مرسى مطروح .
وأصبحت مطروح مهددة بالعطش في ظل ارتفاع أسعار المياه في السوق السوداء ، حيث وصل سعر البرميل الواحد من المياه إلى أكثر من 20 جنيها ، وتشهد محطة تزود السيارات بالمياه لنقله للمواطنين ازدحاما شديدا من الأهالي على للحصول على سيارة مياه حتى لا يموتون عطشاً ، وحدوث العديد من المشادات والاشتباكات بين الأهالي على أولوية الحصول على سيارة مياه .