تصاعدت وتيرة المواجهات بين طلاب جامعة الإسكندرية من جهة والبلطجية الذين اقتحموا الحرم الجامعي واعتدوا علي الطلاب وإدارة الجامعة التي أحالت عشرات الطلاب إلي مجالس التأديب وفصلت عدداً منهم من جهة أخري. حيث رفضت هند حنفي رئيس الجامعة ما حدث داخل الحرم الجامعي جملة وتفصيلاً، مشيرة إلي أن الجامعة لها رسالة علمية يجب أن يحترمها الجميع، نافية ما أثاره الطلاب من اضطهاد إدارة الجامعة لهم وقالت: نحن حريصون علي مصلحة الطلاب، والعمل السياسي داخل الجامعة مرفوض وعليهم أن يتفوقوا في دراستهم. بينما قال الطالب أنس نبيل المتحدث باسم طلاب الإخوان إن إدارة الجامعة ترفض السماح للطلاب بممارسة حقهم القانوني والدستوري في الأنشطة المختلفة، كما جعلت العمل الطلابي حكراً علي الطلاب المنتمين للحزب الوطني. وأضاف: الأزمة ليست فقط مع طلاب الإخوان ولكنها مع جميع الطلاب بدليل رفض إدارة الكلية طلب أمانة الشباب في حزب الوفد بالعمل داخل الجامعة باسم الحزب وهو ما يعكس إدارة ديكتاتورية داخل الجامعة، ولفت أنس إلي أن إدارة الجامعة تتذرع بأن النشاط الطلابي مساره الوحيد هو اتحاد الطلبة، في الوقت الذي تمنع الطلاب من الترشح لانتخابات الاتحادات، ويتم حسم الانتخابات بالتزكية بواسطة الأمن داخل الجامعة بصفة يومية حسب أنس وكأن 120 ألف طالب بجامعة الإسكندرية يعجزون عن ترشيح أحدهم لمنافسة طلاب الحزب الوطني في الانتخابات. وقال أنس: إدارة الجامعة قامت بإحالة 40 طالباً إلي التحقيق، كما تم فصل 4 طلاب لمدة شهر كامل ولم تستطع لجان التحقيق إثبات أي تهمة ضد طلاب الإخوان علي الرغم من أن الإدارة قامت بزرع كاميرات مراقبة داخل الجامعة لمراقبة نشاطاتنا وكانت جميع الفيديوهات في صالحنا، وأضاف: لدينا فيديوهات مصورة للبلطجية الذين دخلوا إلي ساحة الكلية وقاموا بالاعتداء علينا وسنقوم بتقديم تلك الأشرطة إلي النيابة لإثبات براءتنا. وقد انتقد حسن البرنس عضو لجنة الحريات والأستاذ بالجامعة تعامل الإدارة مع الطلاب في الأزمات الأخيرة والتي تجلت في أحداث كليتي الآداب والتجارة، وأشار إلي أن اللجوء إلي فصل الطلاب والتحقيق معهم دون أدلة يعكس أزمة داخل الجامعة، ورفض «البرنس» سلوك عمداء الكليات الذين قاموا بالسماح للبلطجية بالاعتداء علي الطلاب. وقال: كيف يسمح عميد الكلية للبلطجية بالاعتداء علي أبنائه الطلاب وكيف يسمح بأن يتم التحقيق مع الطلاب دون التحقيق مع من قاموا بالاعتداء عليهم وأصابوهم بكسور وجروح وبعضهم كان في حالة خطرة. وطالب «البرنس» إدارة الجامعة بأن تغلق أبوابها في وجه ضباط أمن الدولة وبلطجيتهم حسب تعبيره . وأضاف: نطالب حنفي بحسم الموقف سريعاً والانحياز لصالح الطلاب والتأكد من نزاهة التحقيقات التي تجري داخل الجامعة. كما أعرب عمر السباخي عضو لجنة الحريات عن استيائه من أعمال العنف التي تمت داخل الحرم الجامعي، وقال: «الحرم الجامعي له قدسيته ولا يمكن التهاون مع ما حدث من أعمال بلطجة ويجب محاسبة جميع الأطراف المتسببة في ذلك». بينما أكد خلف بيومي مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان أن الأمن قام خلال شهر مارس بخطف 7 طلاب من كلية الهندسة، واقتحام منازل أكثر من 16 طالباً إخوانياً والقبض علي 2 منهم وحبسهم لمدة 28 يوماً، فضلاً عن إلقاء القبض علي 11 من أولياء أمور عدد من الطلبة واحتجازهم في مقر مباحث أمن الدولة «كرهائن» للضغط علي الطلاب لتسليم أنفسهم، كما قام البلطجية بالتعدي علي ثلاثة طلاب من كلية التجارة داخل الحرم الجامعي بما أصابهم بكسور وسحجات، وحينما قام الطلاب بتحرير محضر ضد البلطجية فوجئوا بقرارات ضبط وإحضار بحقهم وتم القبض عليهم وترحيلهم إلي سجن برج العرب.