دشن عمدة باريس برتران ديلانوي اليوم نصبا تذكاريا للزعيم التونسي الراحل الحبيب بورقيبة في الدائرة السابعة بباريس، وحضر الاحتفال شخصيات تونسية وفرنسية والمئات من التونسيين القاطنين في فرنسا، كما كان هناك أيضا تونسيون قدموا خصيصا من تونس للمشاركة في هذا الاحتفال الذي يتزامن مع الذكرى 57 لاستقلال تونس وخروج الاستعمار الفرنسي. الحاضرون اختلفت مذاهبهم ومرجعياتهم، إلا أنهم رغبوا من خلال حضورهم اليوم التعبير عن شكرهم لبلدية باريس وعمدتها التونسي المولد برتران ديلانوي الذي اختار ذكرى استقلال تونس لتدشين النصب التذكاري للرجل الذي يسميه التونسيون "أب الأمة".
أحمد الصغير تونسي يقيم في باريس، قال "إنه أتى لإحياء ذكرى استقلال بلاده وتحية لزعيم تونس الذي مكّن البلاد برفقة مناضلين آخرين، من نيل استقلالها ونهوضها ومنحها المكانة المتميزة التي تحظى بها دوليا" ويضيف "أعتقد أن الأجواء الاحتفالية هنا بعيد الاستقلال في فرنسا تبدو أكثر حماسة من تلك السائدة في تونس".
السيدة اللوز وهي في الخمسينات، أتت خصيصا من تونس لحضور تدشين النصب التذكاري للحبيب بورقيبة ولتحية "أب التونسيين ومؤسس تونس العصرية". قالت وملامح التأثر بادية عليها "أشعر بالقشعريرة تجتاحني بمجرد تواجدي هنا وبرؤيتي لهذه الجموع التي أتت لتحيي الحبيب بورقيبة".
نهاد ذهبي وهي أستاذة لغة إنكليزية في فرنسا، أتت بشكل عفوي لموقع النصب التذكاري بعد أن علمت عبر فيس بوك بتفاصيل موعد الاحتفال، تقول "رغم أنني لا أملك دعوة خاصة إلا أنني حضرت لأشارك في هذا الحدث الكبير في نظري ولتشجيع هذه المبادرة التي أتت تزامنا مع عيد الاستقلال الذي كان قبل سقوط نظام بن علي مناسبة لعرض انجازات بن علي إلا أنها اليوم مناسبة تعني لنا الكثير وتحيي فينا وطنيتنا التي خفتت في وقت ما إلا أننا نشعر أننا استعدناها اليوم بعد الثورة. كما أنها مناسبة لإحياء الإرث البورقيبي الضارب في أعماقنا ورغبت كالكثير من الحاضرين في تحية روح الرجل الذي بنى تونس الثقافة وتونس التاريخ وتونس الحكمة وتونس العلم.
جون بيار دارمون في 73 من عمره، تونسي من أصل يهودي "يقول إنه أتى اليوم لمشاركة أبناء بلده الأصلي من التونسيين الاحتفال بذكرى الاستقلال الذي كان من أبرز المناصرين له، وللاحتفال بالتكريم الذي خصت به فرنسا الزعيم بورقيبة "لا أخفي إعجابي بشخصية بورقيبة القوية والكاريزما التي يتمتع بها رغم تحفظي أحيانا على بعض ممارساته إزاء معارضيه وملاحقته لبعض رموز أقصى اليسار التونسي والذي كنت من بين الناشطين في صفوفهم في تونس. ورغم أن هذه المضايقات قد دفعتني إلى مغادرة تونس نحو فرنسا إلا أنني لا أزال إلى حد الآن معجب للغاية بنشاط بورقيبة وذكائه الحاد ونجاحه في منح المرأة التونسية حقوقها مستبقا في ذلك حتى بعض الدول الأوروبية وكل الدول العربية ونضاله في دعم التعليم والثقافة لتونس. الحبيب بورقيبة لا يزال مثالا ناجحا للرجل السياسي العصري صاحب النظرة السياسية الثاقبة، التي نشعر اليوم بغيابها في إطار التجاوزات السلفية والمتشددة التي تشهدها تونس اليوم.
نصب "أب التونسيين" الحبيب بورقيبة في قلب ساحة بورقيبة بالدائرة السابعة في باريس.
تدشين النصب التذكاري للحبيب بورقيبة في الدائرة السابعة في باريس من قبل عمدة باريس برتران ديلانوي.
ترديد النشيد الوطني التونسي بعد الكشف عن نصب الحبيب بورقيبة.