الموجة الحارة التى شهدتها مصر خلال الأيام الماضية أدت إلى انقطاع الكهرباء فى عديد من محافظات مصر لمدد طويلة، وهو ما يعد توقعا بما ستشهده مصر خلال الصيف القادم. المحافظات التى شهدت انقطاعا للكهرباء تتصدرها محافظتا القاهرةوالجيزة، بالإضافة إلى عدد من محافظات الوجه البحرى فى مقدمتها الغربية والمنوفية والإسكندرية والدقهلية، بينما كانت محافظات الصعيد أو الوجه القبلى صاحبة النصيب الأكبر فى عملية انقطاع الكهرباء لوقت طويل.
أحد المسؤولين بالمركز القومى للتحكم فى الكهرباء على مستوى مصر، كشف ل«الدستور الأصلي» أن نسبة العجز فى الطاقة المولدة بلغت 300 ميجاواط على مستوى الجمهورية، مما أدى إلى تخفيف الأحمال وقطع الكهرباء بالتوازى والتناوب على عدد من المحافطات المصرية لتوفير نسبة العجز.
المسؤول أضاف أن مشكلة انقطاع الكهرباء خلال الأيام الماضية ولجوء الوزارة والمركز إلى تخفيف الأحمال بسبب الضغط عل الشبكة وزيادة الاستهلاك بسبب موجة الحر التى مرت بها مصر خلال الأيام الماضية، وهى ما دفعت المركز القومى للتحكم إلى تخفيف الأحمال لفترات تتراوح ما بين 45 دقيقة إلى 120 دقيقة، مشيرا إلى أن الأزمة فى طريقها إلى التفاقم بسبب تأخر دخول أربع محطات جديدة للخدمة، وكان من المفترض أن تدخل الخدمة خلال الشهر القادم، وهى محطات بنها بقدرة 750 ميجاواط، ومحطة شمال الجيزة بقدرة 1500 ميجاواط، وكذلك محطة العين السخنة بقدرة 1300 ميجاواط، منوها إلى أن الصيف القادم سوف يشهد انقطاعا للكهرباء لفترات طويلة ستتراوح ما بين 3 إلى 6 ساعات يوميا، وأن الأزمة ستشهد تصعيدا جديدا بصفة خاصة فى محافطات الصعيد باستثناء محافظتى الأقصر وأسوان، موضحا أن الصعيد سيكون مظلما فى الصيف القادم.
المصدر أكد أن المشكلة الحقيقية للطاقة فى مصر تكمن فى عدم وجود حلول حقيقية للأزمة، خصوصا أن الحل الوحيد للخروج من هذا النفق هو إقامة المشروع النووى المصرى لتوليد الطاقة، وأن الحديث عن بناء محطات جديدة وزيادة قدرتها مجرد مسكنات للأزمة لا حلول نهائية لها.
من جهة أخرى، أكد الدكتور سامر مخيمر، المتحدث الرسمى باسم ائتلاف مهندسى محطات الكهرباء، ل«الدستور الأصلي» أن الأزمة ستستمر على مدار السنوات القادمة طالما ظلت سياسة الوزارة كما هى، منوها إلى أن صيف 2013 سيكون مظلما على مصر كلها، وأن حديث الوزير عن ترشيد الطاقة لن يوفر فارق العجز بين الطاقة المولدة والمستهلكة، خصوصا أن المحطات الموجودة حاليا أصبحت متهالكة بسبب عدم مطابقة قطاع الغيار الخاصة بها للمواصفات العالمية، بالإضافة إلى خروج عدد كبير منها من الخدمة وتوقفها عن العمل، ناهيك عن وقوع انفجارات فى عدد من الوحدات فى هذه المحطات كما حدث فى محطات طلخا بالمنصورة، والتبين بحلوان، وعيون موسى والكريمات ومحطة أبو قير. مخيمر أضاف أن نسبة العجز فى الكهرباء سترتفع إلى الضعف فى هذا الصيف 2013، ويؤكد ذلك ما حدث خلال الأيام الماضية حيث سببت موجة الحر فى لجوء الوزارة إلى تخفيف الأحمال لفترات طويلة، على الرغم من عدم البداية الفعلية لفصل الصيف.
الدكتور أكثم أبو العلا، المتحدث الرسمى باسم وزارة الكهرباء، أكد أن الوزارة أعدت خطة لترشيد الطاقة خلال فصل الصيف، وذلك تجنبا لقطع التيار لفترات طويلة، وتعتمد الخطة على تخفيف الأحمال للمصانع وقت الذروة من 6 حتى 10 مساء، بحيث يتم ترحيل عمل هذه المصانع لفترات أخرى «وهو ما يسمى ترحيل الأحمال»، مضيفا أن الخطة تضم أيضا تخفيف الإضاءة بنسبة 50% فى أوقات الذروة، هذا بالإضافة إلى وجود اتفاق بين الوزارة ووزارة الأوقاف على إطلاق حملة للتوعية لتخفيف الطاقة أملا فى توفير 1500 ميجاواط منها 750 ميجاواط من الإضاءة لوحدها.