حالة من الغضب الشديد تملكت عدد من الخبراء السياسيين والأمنيين جراء تصريحات وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، التى قالها فى مؤتمر صحفى له اليوم، وحاول من خلالها تبرئة الشرطة، من سحل وضرب وقتل المتظاهرين، فى عدد من المحافظات، بالإشارة إلى أنه لا توجد طلقة واحدة أطلقها رجال الشرطة ضد المتظاهرين منذ 25 يناير، وأن هناك تشويها دائما للوزارة، وأنه على القوى السياسية عدم الزج بوزارة الداخلية فى الخلافات السياسية. المثير أن وزير الداخلية حاول غسل يده من طابور الشهداء الذين سقطوا على يد رجاله، بينما تجاهل تبرير عملية الأخونة التى تجرى على قدم وساق داخل وزارته.
المحامى والقانونى عصام الإسلامبولى، قال إن وزير الداخلية الحالى لم يرد على أهم شىء، وهو أنه يعمل لحساب جماعة الإخوان المسلمين لا لحساب الوطن، فتلك هى الأزمة الحقيقة بينه وبين القوى السياسية والمتظاهرين المعارضين للرئيس وللنظام الحالى، وأنه كان أولى له أن يصرح بأنه لم يعمل لحساب الجماعة، خصوصا أنه هو الذى يُدخل جهاز الشرطة فى الصراع السياسى الدائر.
الإسلامبولى أضاف أن كان ما نراه على أرض الواقع يكذب تصريحات وزير الداخلية، فعندما يخرج الوزير ويقول إنه لا توجد طلقة تم إطلاقها على المتظاهرين منذ 25 يناير وحتى الآن، فهذا أمر يدل على أنه إما يدير وزارة أخرى غير الموجودة فى مصر، وإما أنه يكذب ويعلم أنه يكذب.
أما الباحث السياسى الدكتور عمرو هاشم ربيع، فيرى وجود ضرورة الآن للفصل بين المتظاهرين والمشاغبين الذين يحرقون المبانى والمنشآت، وقال إنه لا بد أن تتعامل الداخلية مع هؤلاء طبقا لأحكام القانون، فالمتظاهرون السلميون لهم كامل الحق فى التظاهر، وأنه على القوى السياسية ووزارة الداخلية التعاون فى هذا الأمر، لافتا إلى أن إضرابات الداخلية بسبب التسليح هذا حق لهم ما داموا يتعرضون لخطر من بعض الخارجين عن القانون.
من جانبه، انتقد اللواء الدكتور عبد اللطيف البدينى، أستاذ إدارة الأزمات، وزير الداخلية فى عدم تقديمه حلولا جذرية لحل مشكلة إضراب الضباط والأفراد، وشدد على أن وزير الداخلية تناول جميع الأزمات بشكل سطحى، وتأكد للجميع أنه ليس قويا وليس محترفا فى الناحية الأمنية.
وعن خطأ وزير الداخلية فى سرده لعدد الضباط والأفراد فى وزارته قال البدينى: «لا تعليق»، مؤكدا أن الإنجازات التى أكد وزير الداخلية فى أثناء لقائه الصحفى أمس أنه قام بها خلال وقت قصير هى إنجازات لم يحققها وزير قبله، وهى أنه أول وزير داخلية يتم الاعتداء عليه من جانب ضباطه، وطرده من الجنازة، وأنه أول وزير داخلية يشتبك الضباط فى عهده أمام الوزارة، وأنه أول وزير داخلية فى التاريخ يُضرب الضباط والأفراد عن العمل للمطالبة بإقالته.