الزيارة تركز على مناطق الخلل في العلاقات بين دمشق وبيروت وتطوير الاتفاقيات الموقعة بين البلدين سعد الحريرى أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أنه سيزور دمشق قريبا على رأس وفد وزاري لمراجعة وتطوير عدد من الإتفاقيات السابقة الموقعة بين لبنان وسوريا والتوقيع على إتفاقيات جديدة. ونقل نقيب الصحافيين محمد البعلبكي عن الحريري قوله: سأسعى إلى توظيف العلاقات الشخصية التي بنيتها في لقائي الأول مع الرئيس الأسد قبل ثلاثة أشهر كي تخدم المصالح المشتركة بين البلدين. وأضاف البعلبكي "مقاربة موضوع العلاقات مع سوريا لا يصح أن تتم إلا بشكل إيجابي، وعلينا أن نتعلم من التجارب السابقة ونتطلع لمستقبل أفضل". وفي حين، حدد موعد مبدئي للزيارة في الثالث عشر من إبريل الجاري، أشارت بعض المعلومات إلى أن نحو 40 إتفاقية بين البلدين ستعاد مناقشتها خصوصا أن بعضها يميل لصالح سوريا وهو بعيد عن التوازن. وأكد وزير الدولة اللبناني جان اوجاسبيان اليوم ان زيارة الحريري المقبلة الى العاصمة السورية ستكون "عملية" وستركز على تحديد مكامن الخلل بهدف خلق علاقات مميزة بين البلدين. وقال اوجاسبيان الذي يرأس اللجنة التقنية المناط بها سبل تحديث البنى التحتية وتنمية المناطق الحدودية بين البلدين في حديث لصحيفة الوطن السورية ان العلاقات بين سوريا ولبنان مرت بتعثر الامر الذي استدعى اعادة تقييمها وفقا لظروف اقليمية وداخلية. واضاف ان القمة السورية اللبنانية بين الرئيسين بشار الاسد وميشال سليمان التي انعقدت صيف عام 2008 شكلت انطلاقة جديدة للعلاقات قائمة على الثقة دون "نسيان ضرورة النظر الى المراحل السابقة لاخذ العبر من الماضي". واكد ضرورة تحديد مكامن الخلل بهدف خلق علاقات مميزة "بكل المقاييس" لان هناك مصلحة لبنانية كبرى باقامة علاقات جيدة مع سوريا على كافة الصعد السياسية والعسكرية والانمائية والاقتصادية والحياتية. وقال ان هناك مسائل بحاجة الى مقاربة ايجابية مبنية على الثقة وخصوصا ان سوريا تلعب دورا محوريا على اكثر من صعيد في المنطقة مؤكدا ان لبنان يتطلع الى ترسيخ العلاقات بين البلدين على اسس متينة قائمة على منطق ومفهوم وثقافة المؤسسات بين الدولتين. واضاف ان القاعدة الاساسية تكمن في اعادة تقييم الاتفاقيات بين لبنان وسوريا خاصة وان الجانب السوري اعلن ان لديه الارادة والجهوزية لاعادة بحث هذه الاتفاقيات. وقال "يمكن البدء في نقاش ترسيم الحدود بعد ان بات الوفد اللبناني جاهزا ونحن بانتظار تأليف الوفد السوري للبدء بعقد اجتماعات ثنائية بينهما واليوم هناك لجنة برئاستي عنوانها تنظيم الحدود اللبنانية يتمحور عملها على ضبط الحدود". وذكر ان بلاده بصدد اعداد دراسة تشمل مراجعة شاملة للمواقع الجغرافية للمعابر الحدودية واعادة النظر بتقاطعها بهدف تسهيل مرور المواطنين والبضائع وتبسيط الاجراءات الحدودية. ولفت الى وجود دراسة قيد الاعداد تشمل تقويم مهمة القوة الامنية المشتركة التي شكلت شمالا تمهيدا لرسم تصور مقبل لها بالتعاون مع وزارات معنية مضيفا انه سيتم طرح التصور على مجلس الوزراء بشقيه العسكري والانمائي بغية الحصول على هيئات لتمويل كل ما يرتبط بالاجراءات الامنية والعسكرية وسيبدأ التنسيق مع الجانب السوري بعد اقرار هذا التصور من الحكومة اللبنانية ولاسيما مايتعلق بالمعابر. وقال ان هناك تواصلا بين الجيش اللبناني والقوة الامنية المشتركة مع الجانب السوري الا انه كشف في الوقت ذاته عن وجود عوائق تعترض عمل هذه اللجنة ابرزها العوائق الجغرافية الطبيعية. وحول اليات تصحيح عمل اللجان المشتركة قال ان هذه اللجان قديمة سواء المتعلقة بتنظيم الحدود او ترسيمها او لجنة المفقودين اضافة الى لجان تتعلق بالمشاريع المشتركة والربط الكهربائي واستجرار الغاز وقد تم تفعيل عمل هذه اللجان بعد زيارة الحريري الى دمشق مؤخرا.