أكد الدكتور طارق الزمر رئيس المكتب السياسى لحزب البناء والتنمية علي أهمية دور الشباب والعمل والإنتاج وعدم تعطيل مرافق الدولة ومؤسساتها وقطع الطرق والمواصلات وهى تحديات تواجه الثورة جاء ذلك خلال المؤتمر الثقافي الأول الذي عقد بجامعة الأزهر أمس الإثنين تحت عنوان " الشباب المسلم وتحديات المستقبل" بحضور الدكتور أحمد عمران مستشار رئيس الجمهورية للشؤون المجتمعية والدكتور عادل يعقوب وكيل كلية التجارة بالجامعة . وقال الزمر أن علماء الأزهر هم رموز الثورة فلهم أهمية فى وجدان الشعب المصري فلدينا عمر مكرم وأمثاله الذين ألهموا كل الثورات حتى وصلنا لثورة 25 يناير مؤكدا أن الشباب هم أهم من فجر ثورة 25 يناير مشيرا إلي أن الثورة المصرية أمانة فى رقبة الشعب المصري لما لها من أهمية كبري فى تاريخ مصر . وأوضح الزمر بأن الثورة محت آثار سلبية كبيرة علقت بالشعب المصري على مدي عقود حيث تؤهلها فى المستقبل لتكون أهم نقاط التحول فى العالم كله والمنطقة كما أنها حررت مصر من الإستبداد والإعتقال وتكميم الأفواه والغاء حرية الأحزاب على مدي 60 عاما . وتابع : الثورة المصرية حررت مصر من الفساد الذى لم تشهده أى دولة فى العالم مثل مصر فقد نهب من أموال مصر خلال ال 15 سنة الأخيرة ما مقدراه 5 آلاف مليار دولار وهو مبلغ يكفى لجعل المصريين يعيشون فى وضع أفضل من وضع الدول الأوربية . وقال الزمر : على الشباب ألا يفرطوا فى الثورة وأن يتحرروا من قيود التبعية والإستعمار حيث سلم الإستعمار البلاد لتبعية مهينة منذ كامب ديفيد حتى هذه الأيام حيث لم نتخلص حتي هذه اللحظة من الكثير التى فرضها الإستبداد علينا وهي قيود التبعية للقوي الغربية . وأكد الزمر أن مصر ما زالت تابعة لمن يخططون ويمكرون لمصر مشيرا إلي الإنسان المصري الذى تعرض لكل انواع الاستبداد لم يكن يتخيل أن يقوم هذا الإنسان بالثورة ولا يتصور أحد أن يخضع الإنسان المصري فى يوم من الأيام فى عام من الأعوام القادمة لأى فرعون مهما كان جبروته فقد فجرت الثورة داخل الإنسان المصري طاقة غضب داخله . وأشار إلي أن ثورة مصر تعتبر قاعدة للثورات العربية فلا يمكن أن تنتج الثورات العربية دون نجاح مصر محذرا من فشلها الذى سيؤدي لفشل ثورات البلاد العربية حيث ستستمر المعاناة فى الظلم والفقر .
وتابع : الثورة فى مصر ستؤسس لنظام عالمى جديد لأن الثورة قائمة على الظلم الذى انتشر فى دول العالم حيث يتم ظلم المهمشين علي وجه الأرض مشيرا إلي أن القيم التى فجرتها ثورة 25 يناير يمكن أن تكون أساسا لنظام عالمى جديد وهذا النظام الحديد متوقف على تحقيق أهداف الثورة وبنائها نظام قائم علي قيم الثورة . وقال الزمر أن الثورة المصرية لم تعدم المتربصين بها مؤكدا أن هناك مؤامرات كبيرة لاجهاضها والعودة إلي الوراء حيث تعد الولاياتالمتحدةالأمريكية من أكبر الخاسرين بسبب الثورة حيث كان نظام مبارك يمهد لهم الطريق لتنفيذ كل مخططاتهم بالمنطقة العربية والإسلامية .
وشدد على ضرورة أن يعلم الجميع أن امريكا لها أساليب عدة للتعبير عن تطلاعتها فى دول العالم فثورة مصر فرضت على الجميع أن يحترم مصر وفرضت علي العالم وأمريكا أن يقولوا أن ثورتنا عظيمة لكنهم فى الكواليس يحاولون أجهاضها . وأشار إلي أن اسرائيل يجب أن تحزن لغياب مبارك بغض النظر عمن جاء بعده كذلك الأوربيين الذين يعتبرون أن شمال وجنوب المتوسط يمثل جنوب أوربا وأن هذا الحزام يمثل حساسية كبيرة لها حيث لا يمكن التفريط فى الأنظمة التابعة لها فقد تمثل خطورة لها كما يتصورون . وتابع : ما قاله شفيق أن حرب الشوارع لن تتوقف فى مصر حتى يتم عودة النظام الذى يرضي عنه شفيق وهو ما نشهده هذه الأيام بدعم البلطجية الذي بلغ عددهم 300 ألف بلطجي .
وأوضح أن الأوضاع الإقتصادية من أهم التحديات للثورة حيث تخطط أمريكا لأجهاض الثورة عن طريق تكبيل الإقتصاد فهناك تخطط لأحداث ثورة الجياع بعد 6 أشهر منذ 25 يناير لكنه صمد بفضل الله مشددا على ضرورة العمل علي إعادة عجلة الإنتاج للإنطلاق وبناء الإقتصاد المصري وفق نظرية التنمية المستقلة حيث لن يشفق علينا الأمريكان والأوربيون فليس هناك أحد فى العالم مستعد لدعم مصر الثورة فذلك معناه حرب أمريكا . وتابع : التحدي الآخر هو الأوضاع الأمنية والذى شهدت ترديا بشكل مخططا مضيفا : لو أن ما حدث من انهيار أمني كان قد حدث فى دولة أخري لم يكن ليأمن أحد علي نفسه إلا أن المصريين ما زالوا يأمنون على الكثير من أعمالهم وأوقاتهم . وأضاف : المخلص لثورة مصر ولشباب مصر وللأجيال التالية يجب أن يسعى لرأب الصدع بين التيارات السياسية لوحدة الثورة المصرية واستكمال أهدافها . وتابع : هناك تردد وتعثر فى مؤسسة الرئاسة فى مواجهة الكثير من المشكلات وإعلانها عن الكثير من القرارت فعلي سبيل المثال كنا نتوقع أ، ري حسما شديدا فى مواجهة الإنفلات الأمني وعمليات قطع الطرق والهجوم على المحاكم بالإعلان فورا عن تنفيذ القانون أيا كانوا ومهما كان نفوذهم داخل المجتمع فهذا قرار لا يحتمل التأخير . وأضاف : كنا نتوقع أن تكون هناك عدد من السياسات لتكون مؤشر لمستقبل هذه الأمة وكنا نتوقع أن تعلن سياسات واضحه للأنحياز للفقراء فى بلد يشهد أكثر من 80 % من شعبه فقرا كبير فهى أوضاع مهينة ومذله ولم يشهد أن يأكل المصري من " الزبالة " . وتابع : هناك صور أسوأ منها تعيشها مصر فى الوقت الذى نبحث عن صندوق القرض المصري فمصر لديها موارد كثير فما نقترضه من الخارج يكبلها فالتسول هنا وهناك فلن ينجينا من الفقر مهما أعطونا لأن هذه القروض تعطي معها الذل والمعونة الأمريكية تفقد أمريكا وليس مصر .
وأشار إلي أن سياسة العدالة الإجتماعية يجب ان تعلن وأننا لن نخضع لأى قرار خارجي مهما كان سيطرته مضيفا : فى مصر تدار معركة خطيرة جدا حيث يجري تسميم الساحة السياسة لأهداف كثير فما يجري تسميم حتى لا يفرز لنا نظاما سياسيا يليق بشعب مصر محذرا وقال أن الخطايا العشر تبدأ باستعداء حكم العسكر مشددا علي احترام حكم العسكر والمحافظة على دورها الإحترافي لكن أن يفكر البعض بعد الثورة المصرية التى قامت أساسا حكم القادة العسكريين كما أن هذا النظام هو حكم بدائى فنظام ال 60 عاما الماضية أوصلنا إلي معدل الأمراض من سطران وفيرس سي واصفا من يدعو إلي الحكم العسكري بأنه يتخلى عن الدولة المدنية ويدعوا لتكميم الأفواه مرة أخرى إن لم يدرك ذلك فهو يريد أن يضع الشعب المصري فى مواجهة المؤسسة العسكرية .
وتابع : من يدعو لعودة حكم العسكر عليه اعتزال الحياة السياسة لمن يقدر على ذلك . وقال أن الخطيئة الثانية هي الصراع الطائفي مؤكد أن الجميع خاسر فى المعركة الطائفية التى تؤدي لانهيار الدولة مشيرا إلي أن الخطيئة الثالثة هى أدارة العنف واستغلاله فاستدعاء العنف معناه فشل السياسة مؤكد أن الشعب المصر لن يستدرج للطائفية أو العنف فمن يتصور " أفغنة أو لبننة مصر " سيفشل . وأضاف : الخطيئة الرابعة هى الاستدعاء الأجنبي والخامسة هى عملية تشويه القضية الفلسطينية واتهام فصائل فلسطينية بالعبث فى أمن مصر والحصيلة أن تظل القضية الفلسطينية محاصر وشيطنتها متهمين أياهم بفتح السجون ومحاولة الإستيلاء علي سيناء مضيفا : لما كنت فى السجن الضباط قالولنا جايلنا تعليمات بترك السجون ولو عايزين تروحوا روحوا فرضنا . وأكد أن الخطيئة السادسة هى التقسيم السياسى على أساس ايدلوجي اسلامي وغير اسلامي فنتيجة ذلك هى الاستدعاء الخارجي لنصرة فصيل علي آخر فهو خطر كبير يجب أن نتجنبه وهو ليس من مصلحة أحد مشيرا إلي أن الخطيئة السابعة هى الإلتفاف علي الإدراة الشعبية ورفض الإنتخابات وطرح التوافق وتشكيل مؤسسات غير شعبية مؤكد أنا ليس هناك شرعية لأحد غير منتخب . وأوضح أن الخطيئة الثامنة هى تعطيل الطرق وهى جرائم حكمها بالقانون 3 سنوات سجن
وقال أكد الدكتور أحمد عمران مستشار رئيس الجمهورية للشؤون المجتمعية أن طاقة الشباب غير مستغلة مشددا على ضرورة أن يحمل الشباب هموم الأمة وأن تكون أهدافهم عظيمة . وذكر ثلاثة نماذح وهى سيف الدين قطز والإمام الشافعى والإمام البخاري مؤكدا رحم الأمة ما زال ولادا والدليل على ذلك هو الثورة المصرية والثورات العربية مشيرا إلي أن الشباب لديهم ثقافة لكن مع غياب القيم والوعي ووجود القدوة والهدف للإنطلاق لحمل هموم الأمة . وأضاف : هناك بعض الأرقام قد تكون مخيفة لكنها تثير الهمم في الشباب المصري المسلم ليكون عنصر أساسى فى قضية التنمية على سبيل المثال : ربع الأسر المصرية تحت خط الفقر و5 % من الأسر تحتاج لإغاثة عاجلة و40 % من انفاق الأسر علي الأكل والشرب و8% على الخدمات الصحية . وتابع : الحاصلين علي مؤهل عالى جامعى فى مناطق الصعيد 4 % , بالإضافة إلي أن معدل البطالة بالنسبة للحالة التعليمية صادمة حيث تعدت 20 % وهو معناه أن ذلك خلل لا يلبى طموحات الشباب وذلك نتيجة لعدوم وجود ربط بين العمل واحتياجات السوق بالإضافة لارتكان الشباب على الوظيفة الحكومية . وشدد على ضرورة أن تكون هناك شفافية ووضوح وتنمية للعنصر البشري حيث تمتلك مصر وفرة فيه لا تمتلكها الدول الأوربية ودعم المشروعات الصغيرة للشباب تدر أرباحا وبالتالى يجب أن تكتاتف الحكومة مع رجال الأعمال مع الشباب . وتابع : هناك شباب مغيب وهناك أهل مفسدين يديروا عملية منظمة للبلطجة فيجب أن تعمل يد الدولة لايقاف هذه العمليات مشيرا إلي أن المستفيد من ذلك هم من لا يردون لمصر أن يتم الإستمثار فيها حيث تعد مصر أكثر منطقة مهيأة للإستثمار . وقال أن هناك مشروعات تعدها مؤسسة الرئاسة مثل المشروع القومي للقضاء على محو الأمية من منظور تنموي حيث ستدعى الجامعات للمشاركة فى هذا المشروع . وشدد على أن تكون هناك قوة فى الوطن العربى تتماشى مع النظام العالمى الجديد مشيرا إلي أن مؤشرات التنمية فى مصر تقاس عن طريق مؤشر التنافسية العالمية حيث تقع مصر فى ترتيب 107 من 140 دولة حيث تسبقنا كينيا وقطر واسرائيل . وأضاف بأن الفترة القادمة هى فترة الشباب الذى لديه طموحه وهدف محدد وهمة عالية مشيرا إلي متطلبات السوق الآن لا تتماشى مع الكثير من البرامج التعليمية للعديد من الكليات موضحا أن هناك خطة لربط التخصص بسوق العمل .