بلد ابن الرئيس فيه أهم من سيادة اللواء، وسيادة اللواء أهم من سيادة القانون. ليس غريبًا أن يسبّ فيه نجل الرئيس الأصغر ضابطًا كل جريمته هى أداء عمله بإتقان، ولم لا بينما نعيش فى عزبة لا دولة، ينهار فيها القانون تحت أقدام الكبار، لتصل الاستهانة بكرامة المواطن إلى السب والتهديد من شخص كل مؤهلاته أنه «ابن الريس»، مما يؤهله لتعنيف ضابط وتهديده بأن «يقلّعه البدلة الميرى ويقعده جنب أمه»؟ مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان جمال عيد قال ل«الدستور الأصلي » إن ما صدر عن نجل الرئيس يمثل اعتداءً على موظف عام خلال تأدية عمله يضع فاعله تحت طائلة القانون، وإن ما تم تناقله من تعبيرات قالها نجل الرئيس للضابط صاحب الواقعة يُعَدّ جريمة استغلال نفوذ وسب، ويحمل تهديدًا للضابط، مؤكدًا أن العقوبة تصل إلى السجن أربع سنوات فى هذه الواقعة.
المحامى والناشط الحقوقى أضاف أن العقوبات الجنائية فى السب مرفوضة بشكل عام، مما يجعلها مرفوضة فى حالة نجل الرئيس، مشددًا على أنه رغم رفض تنفيذ العقوبات الجنائية فإن من الطبيعى خضوع نجل الرئيس مثل غيره من المواطنين للتحقيق فى تلك الواقعة والخضوع للعقوبة، لأنه لا يتمتع بأى حصانة على الإطلاق.
مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أكد أن تحريك الشكوى يضع النائب العام أمام دوره الحقيقى، ويُظهر ما إذا كان نائبًا عن الشعب أم عن السلطة، مشيرًا إلى أن وصول الشكوى إلى النيابة يجعل القضية «جنائية» تستوجب العقاب بالحبس والغرامة المالية، أما إذا لم تصل إلى النيابة فتكون دعوة مدنية وتقتصر العقوبة فيها على الغرامة المادية فقط.
من جانبه، قال أمين إسكندر الناشط السياسى والقيادى بحزب الكرامة، إن أولاد الرئيس يتناسون أنهم فى موقع مسؤولية ولا يراعون ذلك، وأنهم يجب أن لا يتصرفوا مثل هذه التصرفات التى وصفها ب«غير القانونية وغير المسؤولة»، مضيفا أن أبناء الرئيس يسيرون على نهج والدهم «طبعا لأنهم شايفين أبوهم بيكسر القوانين وينتهك الدستور ويقبل بمحاصرة المحكمة الدستورية العليا، ويسلكون نفس سلوك البلطجة».
القيادى بحزب الكرامة أشار إلى أن هذه الأفعال تمثل انتهاكًا لأجهزة الدولة ولكل المواثيق التى من المفترض أن تمثل حصانة للشعب المصرى الذى يجب أن يرى فى صورة الرئيس وأبنائه صورة لاحترام القوانين لا انتهاكها، وتابع «ولكن للأسف احنا فى زمن المماليك ومن الطبيعى إن ابن الرئيس يسبّ ضابط لأن دى عزبة أبوه مش دولة لها قواعد وقوانين يجب احترامها».