أعلنت السلطة الفلسطينية مساء الأحد ان المعتقل الفلسطيني عرفات جرادات الذي توفي السبت في سجن اسرائيلي قضى نتيجة التعذيب وليس بأزمة قلبية. وقال وزير شؤون الأسرى عيسى قراقع إن "نتائج التشريح أثبتت تعرض الأسير جرادات للتعذيب وبينت ان قلبه سليم تماما ولا يوجد به اي آثار لتجلطات قلبية".
وبحسب النتائج الأولية التي أعلنها قراقع واستند فيها الى مدير الطب الشرعي لدى السلطة الفلسطينية الذي شارك في عملية التشريح فإن جثة جرادات تحمل "آثار كدمات في الجهة اليمنى العلوية من الظهر وآثار تعذيب في الجهة اليمنى من الصدر بشكل دائري وكدمات عميقة في عضلة الكتف اليسرى وكدمات تحت الجلد في الجهة اليمنى من الصدر". وكانت مواجهات بين فلسطينيين وقوات الجيش الاسرائيلي قد اندلعت في مدن الضفة الغربية على خلفية مقتل جرادات في سجن مجدو وتضامنا مع السجناء المضربين عن الطعام. ووقعت المواجهات في محيط سجن عوفر بالقرب من رام الله أسفرت عن وقوع إصابات بين المتظاهرين الفلسطينيين بالرصاص المطاط والغاز المسيل للدموع. في هذه الأثناء، طلب مبعوث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من السلطة الفلسطينية تهدئة موجة التظاهرات في الضفة الغربية بحسب ما أعلن مسؤولون اسرائيليون في بيان الاحد.
وأشار البيان إلى أن نتنياهو أمر بتحويل الرسوم الضريبية المحتجزة لشهر يناير التي تجمعها اسرائيل نيابة عن السلطة الفلسطينية. وشرع ما لا يقل عن ثلاثة آلاف سجنين فلسطيني في سجون الاحتلال منذ صباح الأحد في إضراب شامل عن الطعام وأرجعوا وجبات الطعام حدادا على وفاة عرفات شاهين جرادات (30 عاما) من محافظة الخليل بعد اعتقاله بستة أيام، وتنديدا "بسياسة الاحتلال القمعية المتصاعدة بحق الحركة الأسيرة".
وكان جرادات قد اعتقل من قبل جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) في يوم 18 فيراير الجاري بتهمة رشق سيارات اسرائيلية بالحجارة بالقرب من بلدة كريات أربع، حيث أصيب مواطن اسرائيلي بجراح. وقد أثار نبأ موت جرادات غضبا في الشارع الفلسطيني الذي يسوده التوتر بسبب تردي الأحوال الصحية لأسرى فلسطينيين مضربين عن الطعام منذ فترة طويلة وصلت في حال الأسير سامر العيساوي الى 217 يوما. وعبر رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض عن صدمته لوفاة السجين جرادات، وطالب السلطات الإسرائيلية بالكشف عن السبب الحقيقي وراء موته. وكان جرادات قد أصيب في وقت سابق بعيار مطاطي في قدمه اليسرى وبقنبلة غاز مسيل للدموع في بطنه. يذكر أن السجين جرادات متزوج وله طفلان، وزوجته حامل في طفلهما الثالث. وتحتجز إسرائيل 4517 سجينا فلسطينيا منهم 1031 محتجزون حتى اكتمال إجراءاتهم القانونبة، و 178 رهن الاعتقال الإداري. وبين المعتقلين هناك 170 سجينا لم يبلغوا سن الثامنة عشرة.