أعدت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية تقريرا بعنوان نخب مصر السياسية وانفصالها عن الفقراء، قالت فيه إن هناك أدلة كثيرة تشير إلى أن نخبة مصر السياسية سواء من داخل جماعة الإخوان المسلمين أو من خارجها، ليست مهتمة بالقضية التي جلبتهم إلى السلطة، في إشارة إلى مشكلة الفقر. الصحيفة أضافت أن النخبة السياسية تستمر في خذلان شعبها، حيث قالت: «أنها تفشل في التعاطف، تفشل في التحدث إلى العامة بطريقة تجعلهم يشعرون بأنه هناك من يستمع إليهم، وتفشل في صياغة اتجاهات لتطوير الاقتصاد».
وتابعت كريستيان ساينس مونيتور أن مشكلات مصر الاقتصادية والاجتماعية لن يتم حلها بسهولة، وربما تربك فريق القادة السياسيين البارزين. وأضافت أن هذه المشكلات تعكس حقيقة أن الرئيس محمد مرسي وإخوانه المسلمين والقوات الأمنية – الذين ينظر إليهم الشعب كمخاطر يجب تجنبها بدلا من محافظين على السلام – بعيدين تماما عن صراعات فقراء البلد.
مواقف النخبة تتأرجح ما بين التسلية والاشمئزاز والاحتقار، بحسب الصحيفة التي قالت إن كل هذا ظهر في إجابة رئيس الوزراء هشام قنديل على سؤال طرح عليه في البرلمان عن حمادة صابر، الذي تمت تعريته وسحله من قبل قوات الشرطة الشهر الماضي. حيث قالت كريستيان ساينس مونيتور إن قنديل لخص في بضع كلمات مدى انفصال القيادة المصرية عن الطبقات العاملة - وإن كان ذلك بدون قصد - وكيف أنه وضع المسؤولية على الفقر متجنبا قضية وحشية الشرطة وإساءة معاملتها لصابر.
وأشارت الصحيفة الأمريكية أن الفقراء الذين ربما يكونون غير متعلمين جيدا لكن ليسوا أغبياء، مدركون تماما لاحتقارهم بين النخبة السياسية. موضحة أن الكرامة كانت أحد الأسباب التي أراد الفقراء تحقيقها في الثورة ضد حسني مبارك، ولم يتمكنوا من الحصول عليها حتى الآن.
وأشارت الصحيفة في تقريرها أيضا إلى تصريحات قنديل بخصوص الرضاعة والتي أثارت جدلا وانتقادات هائلة، حيث قالت إنه يوجد في كل دولة سياسيين يدلون بتصريحات غبية، لكن في مصر أصبح الأمر قاعدة بدلا من كونه استثناءا.
أخيرا تطرقت كريستيان ساينس مونيتور إلى الأولتراس وقالت إنه من الصعب عدم التعاطف مع شباب غاضب وعاطل عن العمل، خذله نظامه السياسي وقادته.