فى أول تصريحات صحفية له قال "شريف . ع"، المنشق عن جماعة الإخوان المسلمون، والشاهد بتحقيقات النيابة على ما وصفه ب"واقعة تعذيب الناشط محمد الجندي عضو التيار الشعبى حتى الموت"، إنه كان ينتمى لجماعة الإخوان، لكنه انشق عنها لما وجده من خروقات ترتكبها الجماعة باسم الدين، على حد قوله. وأكد شريف، أنه تعرف على شباب جماعة الإخوان المسلمون، وأعضاء بحزب الحرية والعدالة، داخل ميدان التحرير، أثناء مشاركته فى أحداث ثورة 25 يناير 2011.
أوضح الشاهد فى قضية تعذيب محمد الجندى، أن شباب الإخوان المسلمين أقنعوه بضرورة المشاركة معهم كمجموعات فى قوافل خدمية للقرى الريفية لخدمة المواطنين البسطاء بها، وإعطائهم هدايا (زيت، سكر،أرز)، ومن ثم حثهم على التصويت لصالح الدكتور محمد مرسى، فى الانتخابات الرئاسية آنذاك.
وأعرب شريف عن رفضه لتلك الممارسات تجاه الفقراء واستغلال حاجتهم لأهداف سياسية.
وحول الدافع وراء الإدلاء بشهادته أمام نيابة قصر النيل أمس الأحد، قال شريف إنه بالرغم من تردده خشية من انتقام جماعة الإخوان المسلمون، إلا أنه قرر الخروج عن صمته، ويقدم شهادة حق لوجه الله، حتى لا يكون شريكا فى جريمة تعذيب محمد الجندى، التى سوف يعاقب عليها من الله، على حد قوله.
وعن السبب الرئيسى حول انشقاقه عن جماعة الإخوان المسلمون، أكد شريف، أنه بعد أن علم بتصريح المستشار أحمد مكى وزير العدل بأن محمد الجندى أصيب إثر اصطدامه بسيارة، مما يخالف الحقيقة.
وأشار إلى أنه لم يكن يعرف الجندى قائلا: "لم أكن أعرفه، وقت تعذيبه داخل معسكر الأمن المركزى بالجبل الأحمر، بل عرفته بعد ذلك من خلال صوره، التى نشرت على وسائل الإعلام المختلفة، فى المستشفى فى حالة سيئة".
وحول نفى ياسر محرز، المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمون، بأن يكون عدد من شباب الإخوان تورطوا في تعذيب مواطنين بمعسكر الأمن المركزي بالجبل الأحمر، وأن الجماعة ستقاضي من ادعى ذلك، علق شريف قائلا: "حسبنا الله ونعم الوكيل.. أنا مسئول عن كل كلمة قلتها أمام النيابة.. هما الإخوان صدقوا فى إيه قبل كده؟!"، على حد قوله.
وأوضح شريف بأن هناك أسماء تنتمى لجماعة الإخوان المسلمون، متورطة فى تعذيب الجندى وآخرين داخل معسكر الأمن المركزى، وأنه صرح بتلك الأسماء للنيابة، وبكارنيهات العضوية لحزب الحرية والعدالة، إلا أنه لا يجوز الإفصاح عنها خارج النيابة، على حد قوله.
واستنكر شريف وصف البعض له بأنه "فلول" وينتمى للنظام السابق، لمجرد الإدلاء بشهادته فى واقعة تعذيب الجندى حتى الموت وقول شهادة حق، مؤكدا أنه يملك مستندات تثبت انتماءه سابقا للإخوان، ولديه ما يثبت عضويته بحزب الحرية والعدالة، وسوف يظهر تلك المستندات فى الوقت المناسب.
ذكر شريف (33 سنة) أنه حاصل على دبلوم تجارة، وكان يملك كافيتريا، إلا أنه تم إغلاقها بسبب الخسارة، وكان من قاطنى منطقة العمرانية بالجيزة، إلا أنه انتقل بعد شهادته فى قضية تعذيب الجندى إلى سكن آخر، وقام بتغيير رقم هاتفه المحمول، خشية على حياته وحياة أسرته.
يذكر أن "شريف.ع" قد قام بالاتصال بالإعلامي محمود سعد على قناة النهار مساء أمس الأول السبت، وادعى أن اسمه "أحمد"، وقال إنه منشق عن جماعة الإخوان المسلمون، وكان شاهدًا على واقعة تعذيب محمد الجندي، ومستعد للادلاء بشهادته، إلا أنه يخشى من بطش جماعة الإخوان المسلمون له، وقد كشف عن هويته أمس أمام النيابة وأدلى بشهادته.