مصر ترفض اقتراح إنشاء "رابطة دول الجوار العربي" بمشاركة ايران وتركيا وخلاف متوقع بين القاهرةوالجزائر على تدوير منصب الامين العام للجامعة العربية اجواء متوترة تسيطر على القمة 22 وتوقعات بفشل جهود تنقية الاجواء العربية وزراء الخارجية العرب يوافقون على 500 مليون دولار لدعم القدس ملف القدس نقطة الاتفاق الاكيدة بين ملفات القمة القمة العربية تنطلق بنصف زعماء العالم العربي لا شيء متوقع من القمة العربية التي تنطلق غدا في مدينة سرت الليبية، غيابات بالجملة، ومواقف مشتتة، واجواء عربية متوترة، لا تبشر بانجاز اي من الملفات العالقة او المطروحة على جدول اعمال القمة العادية الثانية والعشرين. وعلى الرغم من بدء توافد الزعماء العرب على سرت اليوم لحضور القمة، الا ان الغياب بدا السمة المييزة، حيث يغيب أكثر من نصف الملوك والرؤساء العرب من بينهم ملك السعودية ورئيس دولة الإمارات ورؤساء العراق ومصر ولبنان. ولا شك ان هذه الغيابات ستؤثر على قدر الانجاز المأمول على مستوى تحسين العلاقات العربية سواء بين مصر وسوريا من جانب، او سوريا والعراق من جانب، او اجمالا دول الممانعة والدول المعتدلة في العالم العربي. ويبدو ان التوتر التي يسيطر على اعمال القمة كان ينقصه استقبال الزعيم الليبي معمر القذافي رئيس القمة لوفد من المعارضة العراقية، مما اثار غضب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الذي انسحب من المشاركة، ثم عدل عن قراره ليحضر الجلسات المسائية لاجتماعات وزراء الخارجية بعد وساطة جامعة الدول العربية. واوضحت مصادر في القمة ان عودته للجلسات جاءت بعد وساطة من جانب وزراء خارجية البحرين والكويت. لكن الاوضاع العربية سمحت وعلى استحياء ربما بالابقاء على قضية قد تشفع للقادة العرب اذا ما انجزوا شيئا فيها، فقد قرر وزراء الخارجية العرب مساء الخميس في ختام اجتماعاتهم التحضيرية تخصيص 500 مليون دولار لدعم القدس. ويقول مراقبون للقمة انها ستبحث انشاء مفوضية خاصة بالقدس ضمن اطر الجهاز التنفيذي في الجامعة العربية. وقال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في مؤتمر صحفي "نعم تم اقرار" المطلب الفلسطيني بتوفير 500 مليون دولار لدعم القدس، وسيرفع هذا القرار الى القادة العرب لاعتماده. وكانت فلسطين وسوريا تقدمتا بمشروع قرار تحت عنوان "خطة تحرك لانقاذ القدس" يقضي بدعم صندوق الاقصى الذي اسس بمبادرة سعودية العام 2001 ب500 مليون دولار. كما شهدت الاجتماعات التحضيرية لقمة امس الاول نقاشات بشأن استضافة العراق القمة المقبلة, وسط تحفظ عدد من الدول العربية في مقدمتها سوريا, إلا أن الوزراء وافقوا في نهاية المطاف على اقتراح عمرو موسى أن يتم التأكيد على حق العراق في رئاسة القمة المقبلة على أن يتم عقدها في بغداد أو في مقر الجامعة العربية إذا لم يتسن ذلك, خاصة بسبب الأوضاع الأمنية. كما رفضت مصر ضمنياً اقتراح إنشاء "رابطة دول الجوار العربي" (تضم إيران وتركيا وغيرهما) الذي يعتزم موسى طرحه على القمة, حيث اعتبر المتحدث باسم خارجيتها حسام زكي أن "هذه الفكرة تحتاج إلى بلورة وإلى أن تفهم بالتفصيل", مشيرا إلى أنه عندما يطرح مثل هذا الموضوع لابد من استيضاح عناصره "لتحديد الموقف حياله بالقبول أو بالرفض". وفضلاً عن الخلاف بشأن مداورة منصب الأمين العام للجامعة العربية الذي تطالب به الجزائر وترفضه مصر, يتوقع أن يشكل سعي ليبيا إلى منح مزيد من الصلاحيات لرئاسة القمة العربية, مادة نقاش مستفيض, في ظل المواقف المثيرة للجدل التي يتميز بها الزعيم معمر القذافي. وقال دبلوماسي عربي "هذه المرة الوضع مختلف, القذافي يستضيف القمة وكل خطوة أو تصريح غير محسوب يمكن ان يفشل القمة", موضحاً أن ليبيا ستعرض "منح المزيد من الصلاحيات لرئاسة القمة", وستقترح انشاء "مفوضية عربية" على غرار المفوضية الاوروبية وتلك الافريقية, مع تعيين وزير عربي "للشؤون الخارجية" واستحداث منصب مسؤول مكلف بالدفاع.