لا يعى محمد مرسى وجماعته أن ما يحدث الآن فى الشارع هى ثورة ضد حكم الإخوان. .. ثورة ضد الفشل الذريع الذى يصر محمد مرسى على الاستمرار فيه. .. ثورة ضد انعدام الكفاءة فى الحكم.. ومع هذا تريد المجموعة الحاكمة المتمثلة فى محمد مرسى وجماعته ومكتب إرشادها وشاطرها وترزية قوانينه الجدد وجماعة «استغلال القضاء» الاستمرار فى طريقة حكمهم.. ولا تريد أن تعيد النظر وتراجع مواقفها بعد أن ثبت فشلها وخروج الناس فى ثورة عليهم. .. إن ما يحدث فى مدن القناة هى ثورة حقيقية ضد نظام حكم الإخوان، ولم تنفع معها قرارات حظر التجوال أو فرض الطوارئ. .. لقد خرجت الناس فى معظم محافظات مصر فى ثورة ضد الإخوان.. وتظاهروا واحتجوا أمام مقرات المحافظات أو أقسام الشرطة باعتبارها ممثلة للسلطة.. بينما كان أقرب إلى العصيان المدنى.. ولكن محمد مرسى لا يفهم ولا يعى ذلك ومعه جماعته. .. ولا يعى محمد مرسى وجماعته أن هناك جيلا جديدا تشكل خلال العامين الماضيين.. وجدوا أن الثورة تمت سرقتها.. ومن سرقها لا يفعل شيئا سوى استعادة نفس سيناريوهات وممارسات النظام القديم. رأى هذا الجيل الجديد كيف تصدر قرارات مرسى الاستبدادية. .. رأى كيف تم فرض الدستور المشبوه على الناس بالإكراه .. رأى كيف تدخل مرسى وجماعته فى شؤون القضاء .. رأى كيف تم تزوير إرادة المواطنين لسيطرة الإخوان على الصندوق. .. رأى كيف تنهار البلد فى ظل حكم الإخوان.. ومرسى وجماعته يصرون على المضى قدما فى خراب البلد.. فكل ما يهمهم هو التمكين وفرض شخصيات عديمة الكفاءة على الناس كما جرى فى حكومة قنديل وغيرها من مؤسسات الدولة.. رأى كيف عاد تزاوج السلطة بالمال. .. رأى توزيع المناصب فى الدولة على الأقارب والأصهار .. رأى موكب مرسى يتضمن سيارات وحراسات أكثر مما كان عليه فى زمن استبداد حسنى مبارك. .. رأى متاجرة بالدين من الإخوان وحلفائهم لمزيد من السيطرة والضحك على البسطاء.. والدين منهم براء.. هم يستحلون أى شىء من أجل مزيد من السيطرة والتمكين.. ويكذبون. .. لم ير هذا الجيل الجديد أى شىء من العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.. من أهداف ثورة يناير 2011 التى خرج الشعب فيها ضد نظام مبارك واستبداده. .. وما زال محمد مرسى وجماعته لا يعون ذلك الجيل الجديد الذين يمثلون الموجة الثانية من الثورة.. والذين لا يهمهم اتفاقات أو جلسات حوار، أو تحالفات مريبة وبما فيها مبادرة الأزهر أو غيرها من المبادرات.. أو قنابل ورصاص شرطة مرسى ووزير داخليته، الذى جعل الداخلية فى خدمة الإخوان.. أو سقوط شهداء جدد أو مصابين أكثر فى الميادين. إنما كل ما يهمهم هو تأكيد أهداف ثورتهم، التى شاهدوها وهى تسرق أمام أعينهم. فمن يحمى هؤلاء؟ لقد قرر الثوار هذه المرة حماية ثورتهم، بعد أن انقض عليها الجميع.. وأزهقوها.. وتم تقسيم المغانم.
لقد ادعى جنرالات المجلس العسكرى -غير المأسوف عليهم- فى ثورة 25 يناير أنهم هم الذين حموا الثورة والثوار.. ناسين متعمدين أن الثورة هى التى حمتهم من التوريث الذى كان سيقضى عليهم جميعا.
.. أليس ما نحن فيه الآن نتيجة إدارتهم السيئة للبلاد فى المرحلة الانتقالية.. وإهدارهم الوديعة التى سلمها لهم الثوار للحفاظ عليها وحمايتها.. فإذا بهم يسلمونها للإخوان «مقشّرة» بعد اتفاقات غريبة و«من تحت الترابيزة».. من أجل الخروج الآمن، بعد أن فشلوا فى إدارة البلاد وأرادوا حصار الثورة وإجهاضها.. ليسقط على أيديهم المزيد من الشهداء.. فضلا عن تلويثهم وجه الثورة الطاهر.. ومن أجل المساومة على طموح بعض الأشخاص؟
.. إنه من الغريب الآن أن يأتى وزير الدفاع ليحذر من انهيار الدولة.
.. يا راجل.. ما هو إنت الذى كنت فاعلا فى المجلس العسكرى، وتعقد الاجتماعات والحوارات.. لنصل فى النهاية إلى ما نحن عليه من بداية انهيار الدولة فى ظل حكم الإخوان.. وأنت أيضا من شارك محمد مرسى مجلس دفاعه الوطنى الذى خرج ببيان هزيل لا يلائم أبدا الأوضاع والأزمات التى تمر بها البلاد.
.. فهذه المرة.. لن يحمى الثورة سوى أصحابها.. وشبابها.. وأجيالها الجديدة.
.. فهل يفهم محمد مرسى ومن معه ذلك.. أم أنه سيستمر فى طغيانه واستبداده، متلحفا ومأمورا بجماعته؟ .. الشعب يريد الخلاص.