نددت مؤسسات وشخصيات فلسطينية بما اعتبرته دعوة لهدم المسجد الأقصى المبارك وبناء الهيكل مكانه، وذلك خلال حملة دعائية تبنتها وزارة الخارجية الإسرائيلية، يتزامن ذلك مع قيام حوالي 30 مستوطنا باقتحام الأقصى، وذلك بعد يوم واحد من اقتحامه من قبل نحو مائة مجندة. وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث إن منظمات وجماعات مدعومة رسمياً تعمل بشكل ممنهج على تسويق فكرة هدم الأقصى وبناء الهيكل مكانه، محذرة من مخاطر مثل هذه الدعوات "التي بدأت تتسارع وتيرتها يوما بعد يوم".
وقالت مؤسسة الأقصى في بيان لها إن أذرعا في الاحتلال الإسرائيلي تتماهى فيما بينها بالدعوة إلى هدم المسجد الأقصى وبناء هيكل أسطوري مزعوم على أنقاضه، مشيرة إلى "مخططات اقتربت إلى حدّ التنفيذ كانت تستهدف تفجير المسجد الأقصى".
ونقلت المؤسسة عن صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أعدت "فيلما ترويجياً قصيرا يدّعي تاريخا عبريا مزعوما عن القدسالمحتلة والمسجد الأقصى"، موضحة أن الفيلم يتضمن "مشاهد لقبة الصخرة يتبعها مشهد يبيّن تهدّم القبة ثم مشهد لبناء الهيكل المزعوم على أنقاضها".
ووفق يديعوت فقد تم وقف الفيلم وحجبه "تحسبا من ردود أفعال إسلامية وعربية غاضبة، وتم تغيير بعض المشاهد فيه".
ويتحدث داني أيلون نائب وزير الخارجية في التسجيل المصور عن ما يسميه "جيل الهيكل" باعتباره "المركز الروحي في القدس الذي يعتبر مقدسا... ويمكن التعرف عليه بسهولة من خلال قبة الصخرة المذهبة". فيما يعود للوراء مدعيا أن الصخرة أقيمت مكان الهيكل الذي بني أول مرة قبل ثلاثة آلاف عام.
وعقبت المؤسسة بقولها إن "المشروع الصهيوني في حقيقته قائم على حلم وأسطورة احتلال القدس والمسجد الأقصى، ثم إقامة الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى"، محذرة من خطورة هذا الترويج ومن "خطط لتقسيم المسجد الأقصى، كخطوة من خطوات العمل على بناء الهيكل الأسطوري المزعوم".
من جهته عقب الناطق الرسمي باسم الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني زاهي نجيدات على الفيلم بمطالبة الأمة الإسلامية والعالم العربي بأن "يرتقيا لمستوى الحدث، فالخطب جلل والوقت ثمين".
بدوره، اعتبر مفتي فلسطين السابق ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري، الإعلان الإسرائيلي دليلا على نوايا سيئة ومبيتة تجاه المسجد الأقصى، ودليلا على أن الجماعات اليهودية المتطرفة هي المسيطرة حتى الآن على الشارع الإسرائيلي، وتستغل انشغال العالم العربي في مشاكله الداخلية لهدم الأقصى في أقرب فرصة تتاح لها.
وطالب صبري أهل بيت المقدس والمرابطين في فلسطين بالحذر واليقظة، وأن يتواجدوا داخل الأقصى كحل ميداني "لأن المفاجآت قد تحصل في أي يوم"، مطالبا "بالحذر واليقظة"، لكنه عبر عن إحباطه من وضع العالمين العربي والإسلامي اللذين يفترض فيهما أن يتحملا المسؤولية تجاه ما يجري.