كان متوقعا أن يفشل ممدوح الولى نقيب الصحفيين المصريين فى أن يصل إلى منصب رئاسة اتحاد الصحفيين العرب.. لكن لم يكن متوقعا أن يفشل فى الحصول على مقعد فى الأمانة العامة للاتحاد فى الانتخابات التى أجريت مساء أول من أمس حتى إنه حصل على أقل الأصوات. .. وممدوح الولى أهان بذلك منصب نقيب الصحفيين المصريين استمرارا لإهانته منذ انتخابه والسير فى اتجاه الإخوان للسيطرة على الإعلام والصحافة، الذى كان للولى دور عظيم فيه، باعتباره كان المسؤول الأول والأخير مع مجلس شورى أحمد فهمى «صهر محمد مرسى» ولجنة فتحى شهاب فى مسرحية تعيينات رؤساء تحرير ورؤساء مجالس إدارات الصحف الحكومية، باعتبارها عزبة خاصة يمتلكها الإخوان الآن كما كانت فى عهد مبارك وحزبه الوطنى الفاسد.. ولعل ما جرى على يد ممدوح الولى فى هذا الشأن.. هو الأسوأ عما كان عليه الأمر فى ولاية الحزب الوطنى.
.. وإضافة إلى دور الولى فى تخريب الصحف من خلال مجلس صهر محمد مرسى لم يكن أبدا على مستوى منصبه كنقيب للصحفيين فى الدفاع عن الحريات.. خصوصا حرية الصحافة التى شهدت خلال المرحلة الماضية -وهو على رأس النقابة- عديدا من الانتهاكات من قبل سلطة الإخوان وقيادتها واتهاماتهم للصحفيين والإعلاميين بأنهم سحرة فرعون كما قال مرشدهم.. أو اتهامات أخرى على لسان أعضاء مكتب الإرشاد كالعمالة وغيرها.
وتناسى هؤلاء أن من بين من يتهمونهم كانوا مدافعين عنهم فى فترة حكم مبارك وعن حقهم فى العمل السياسى والاعتراف بهم وعدم التعامل معهم كجماعة محظورة.. فى الوقت الذى يتحالفون فيه الآن مع من كانوا يلعبون مع النظام وأجهزته الأمنية.. وأصبح هؤلاء «الأمنيون» فى فترة النظام السابق فى مقدمة الإخوان الذين يهاجمون الآن منتقديهم حتى ولو كانوا من الثوار الأصليين.
.. فضلا عن أن ممدوح الولى لم ينطق ببنت شفة عندما قام حازم صلاح أبو إسماعيل وأنصاره بمهاجمة الإعلاميين ومحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى وترهيب الصحفيين والإعلاميين وبينهم أعضاء فى نقابة الصحفيين!!
.. ولن ينسى الصحفيون موقف ممدوح الولى من الدستور ومشاركته فى الجمعية التأسيسية رغم اتخاذ مجلس النقابة قرارا بالانسحاب من الجمعية التأسيسية لإصرار الإخوان على دستورهم الذى فرضوه بالإكراه.. وبعد استفتاء مارسوا فيه كل الانتهاكات وفضل الولى أن يعمل لمصالحه الشخصية على حساب الصحفيين الذين اعترضوا على الدستور ومواده الخاصة بالحريات.. وقد حاول الولى أن يبدو أنه حضر إلى الجمعية التأسيسية للدفاع عن الصحافة والحريات إلا أن المستشار الغريانى أحرجه كثيرا.. «ولكن يبدو أنه لا يتأثر».
.. ولعل ما زاد الطين بلة فى موقف ممدوح الولى أنه فى يوم اجتماع الصحفيين العرب فوجئ أعضاء الاتحاد الذين تحدث أمامهم وزير الإعلام صلاح عبد المقصود عن الحريات «وأن الرئيس محمد مرسى متفق مع حرية الرأى والتعبير..» كان قد بث ونشر خبر بلاغ محمد مرسى ضد الكاتب الصحفى جمال فهمى وكيل نقابة الصحفيين، فكيف يكون هناك مصداقية للمسؤولين المصريين وكذلك نقيب الصحفيين المدعوم من النظام وجماعة الإخوان فى الحديث عن حرية الصحافة؟
.. فكان موقف أعضاء الاتحاد من ممدوح الولى.. فأسقطوه سقوطا ذريعا وجعل منصب نقيب الصحفيين مهانا ولم يستطع الحصول على عضوية الأمانة العامة.. فما بالكم بمنصب رئيس الاتحاد، الذى لم يخرج عن مصر طوال عمر هذا الاتحاد، اللهم إلا عند انتقاله إلى بغداد بعد توقيع الرئيس الراحل أنور السادات على اتفاقية السلام مع إسرائيل وتشكيل جبهة الرفض ضده.
.. ولعل ما يجرى الآن فى مصر من ملاحقة الصحفيين والإعلاميين والتضييق على الحريات فى ظل حكم الإخوان.. جعل الوفد التونسى يقاطع لقاء محمد مرسى الذى دعا إليه أعضاء الاتحاد فى قصر الرئاسة.
وهو ما وضع اتحاد الصحفيين العرب كله فى موقف محرج، خصوصا أن ملاحقات نظام محمد مرسى ما زالت مستمرة ضد الصحافة والإعلام.
.. فما زال التوانسة يحتفظون بقيم ثورتهم أو على الأقل أهل الصحافة فى اتحاد الصحفيين العرب.