أكد شريف طه -عضو الهيئة العليا لحزب النور- أن حزبه نصح جماعة الإخوان المسملين مرارا بعدم التقدم للرئاسة، مشيرا إلى أنه نصحهم أيضا بعد وصولهم للحكم بتشكيل حكومة وحدة وطنية. وأضاف -في مقابلة له ببرنامج "نقطة نظام" بقناة العربية مساء أمس (الخميس)- أن حزب النور انضم لخارطة الطريق؛ لأنه أدرك أن الرئيس المعزول محمد مرسي لم يعد قادرا على الحكم. وتابع: "اخترنا التنازل عن مقعد الرئاسة بعد عزل مرسي من أجل الحفاظ على سائر مكتسبات الثورة وحقنا للدماء"، موضّحا: "كانت هناك جماعة الإخوان ومعها بعض المناصرين من التيار الإسلامي في جانب، وكان في الجانب الآخر الجيش والداخلية وأجهزة الأمن والمخابرات والقضاء والإعلام ورجال المال، إضافة إلى الظهير الشعبي.. فكيف يمكن للرئيس مرسي أن يحكم؟". وبسؤاله حول اتهامهم بخذلان الإخوان المسلمين بعد انضمامهم لخارطة الطريق، أجاب: "نحن لم نخذل الإخوان، بل إن مَن خذلهم هم مَن غيّبوا عنهم حقيقة المشهد وحقيقة الغضب والاحتقان في الشارع". وتابع: "نحن أكثر مَن نصح الإخوان سرا وعلانية، وأدل على ذلك بالمبادرة تلو الأخرى التي قدمناها، حتى قبل انتخابات الرئاسة، ونصحناهم بعدم التقدّم للرئاسة، وعدم تصدر المشهد السياسي في تلك المرحلة". وأكد طه أن الشرعية خط أحمر ما دامت ظلّت تحافظ على البلاد والعباد، وما دامت تؤدي الغاية المرجوّة منها وهي الإتيان بمصالح الناس، مستطردا: "ولكن الشرعية ومنصب الرئاسة صارا وسيلة لضياع البلاد والعباد، ووسيلة للاقتتال والاحتراب الأهلي". وحول إمكانية خوض حزبه انتخابات الرئاسة المقبلة، قال: "هذا ليس واردا، وليس في تصورنا، نحن نرى أن أكبر الأخطاء هو تصدر التيار الإسلامي لكل المشهد في هذه المرحلة دون تدرج"، مردفا: "نريد أن نكون جزءا من المشهد السياسي، ولكن في نفس الوقت لا نريد أن يتصدّر التيار الإسلامي المشهد، ويتحمّل التركة الثقيلة كلها وحده". واستبعد طه أن يتحالف حزب النور مع الإخوان في الانتخابات البرلمانية المقبلة، موضّحا: "نحن لم نتحالف مع الإخوان في الانتخابات البرلمانية الأخيرة؛ فنحن نرى أننا نعبّر عن تيار ورؤية مختلفة في كثير من جوانبها عن رؤية الإخوان المسلمين، وأظنّ أن تحالفنا مع الإخوان لن يفيدنا ولن يفيدهم هم أيضا". وشدّد طه على أن الشعب المصري رفض تيارا سياسيا معينا بسبب تصرفاته، ولكنه لم يرفض الإسلام أو الهوية الإسلامية. جدير بالذكر أن حزب النور شارك في خارطة الطريق التي أعلنتها القوات المسلحة، والتي قضت بعزل الرئيس محمد مرسي عن الحكم، وهو ما انتقده بعض ممثّلي التيار الإسلامي الذين يعتبرون أن ما حدث "انقلابا على الشرعية".