وجه الفريق أول عبد الفتاح السيسي -القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي- رسالة إلى الشعب المصري مفادها أن مصر كلها تقف اليوم عند مفترق طرق، وأمامها أن تختار، فليس هناك من يملك وصاية على المواطنين أو يملي عليهم أو يفرض مسارا أو فكرا لا يرتضونه. وقال السيسي -خلال لقائه بقادة وضباط القوات المسلحة بمسرح الجلاء اليوم (الأحد)- إن القوات المسلحة بكل أفرادها وقياداتها اختارت وبلا تحفظ أن تكون في خدمة الشعب والتمكين لإرادته الحرة، وإن القوات المسلحة تصرفت تحت أمر الشعب وليست آمرة عليه، وفي خدمته وليست بعيدة عنه، وإنها تتلقى منه ولا تملي عليه. وأضاف: "إذا كانت الظروف قد فرضت على القوات المسلحة أن تقترب من العملية السياسية، فإنها فعلت ذلك لأن الشعب استدعاها وطلبها لمهمة أدرك بحسه وفكره وبواقع الأحوال أن جيشه هو من يستطيع تعديل موازين مالت وحقائق غابت ومقاصد انحرفت"، مؤكدا أن القيادة العامة للقوات المسلحة لم تسع إلى هذه المهمة ولا طلبتها وكانت وما تزال وسوف تظل وفيّة لعقائدها ومبادئها مع شعبها، ملتزمة بدورها لا تتعداه ولا تتخطاه. وأكد السيسي أن القوات المسلحة كان أمام أنظارها اعتباران، الأول اعتبار دورها الذي قبلته وارتضته والتزمت به وهو البعد عن السياسة، والثاني اعتبار القرب من المسئولية الوطنية سواء بالمبدأ أو بخشية أن تفاجئها ضرورات القرار السياسي في يد من يملك السلطة وتكليفها بمهام لا تتوافق مع ولائها لشعبها. ووأردف: "عندما وقعت انتخابات رئاسة الجمهورية الأخيرة وجاءت إلى السلطة بفصيل سياسي وبرئيس يمثله فإن القوات المسلحة رضيت مخلصة بما ارتضاه الشعب، ثم راح القرار السياسي يتعثر واعتبرت القوات المسلحة أن أي تصويب أو تعديل ليس له إلا مصدر واحد، وهو شرعية الشعب لأنه من يملك هذا القرار". وتابع: في كل الأحوال فإنها ظلت ملتزمة بما اعتبرته شرعية الصندوق رغم أن هذه الشرعية راحت تتحرك بما يبدو متعارضا لأساس هذه الشرعية، وأصلها أن الشرعية في يد الشعب هو من يملك أن يعطيها ويملك أن يراجع من أعطاها له ويملك أن يسحبها منه إذا تجلّت إرادتة بحيث لا تقبل شبهه ولا شك". وأكد السيسي أن القوات المسلحة تصورت أن تكمل اقترابها من ساحة العمل الوطني وليس السياسي فطرحت خريطة مستقبل قد تساعد على ممارسة حق الاختيار الحر وكانت هذه الخريطة ووسط حضور ممثلين لقواه وخصوصا الأزهر الشريف والكنيسة، مجرد إطار مقترح لطريق آمن للخروج من المأزق ولمواجهة المسئوليات الكبرى المطلوبه للمستقبل. وختم السيسي حديثه قائلا: "كتب الله التوفيق لشعب مصر وجيشه ورعى خطاه وألهم اختياره الحر، لأن العبء جسيم والمخاطر كامنة وحادة والخروج من المأزق والأزمة وتحقيق الأمل أكثر من مطلوب وأكثر من قريب، لأنه مصير وحياة". حضر الندوة الفريق صدقي صبحي -رئيس أركان حرب القوات المسلحة- وقادة الأفرع الرئيسية وكبار قادة القوات المسلحة وعدد من قادة وضباط القوات المسلحة.