الأمثال الشعبية تمثّل جزءا كبيرا من ثقافة وفلسفة أي شعب؛ خصوصا الشعب المصري الذي يعدّ مِن أكثر الشعوب العربية استخداما للأمثال، ولكل مَثَل مناسبة يُقال فيها فيختصر فلسفة أو حكمة حياتية، بعض الأمثال من ورائها حكاية، والبعض الآخر استخلص من حديث شريف أو قدسي وتحوّر بمرور الزمن. ولأن الكثير مِنّا لا يعلم أصل الحكاية؛ فكّرنا في الرجوع بالزمن لنبحث عن أصل الحكاية. "دخول الحمام مش زي خروجه" "دخول الحمام مش زي خروجه".. مَثَل يُقال عادةً تعبيرا عن أن الظروف تتغيّر في طرفة عين تماما؛ كتغيّر حالة الإنسان قبل وبعد دخوله الحمام، لكن ما لا يعرفه معظمنا أن لهذا المثل أصلا وقصة تختلف تماما عن القصد الذي يقال به الآن تعالَ معنا لنتعرّف سويا عليها: يحكى أن رجلا أنشأ حماما تركيا (حمامات شعبية انتشرت في مصر في عهد العثمانين تشبه النوادي الصحية الآن)، وأعلن أن دخول الحمام مجانا لأهل الحي؛ فتهافت الناس على الدخول، وكان صاحب الحمام يحجز ملابسهم، ويرفض تسليمها لأصحابها إلا بعد دفع مقابل مالي؛ فاحتجّ الناس وقالوا: "ألم تقُل إن دخول الحمام مجاني؟"؛ فردّ عليهم: "دخول الحمام مش زي خروجه". وأنت عزيزي القارئ.. هل تستخدم الأمثال في حياتك اليومية؟ وهل قالها لك أحد يوما أن "دخول الحمام مش زي خروجه"؟