أ ش أ قال رجب طيب أردوغان -رئيس الوزراء التركي- إنه يمكن إجراء استفتاء بمدينة إسطنبول حول مشروع إقامة "محكى للثكنات العثمانية التاريخية"، محل متنزه جيزيه بارك بميدان تقسيم في إسطنبول؛ وذلك بحسب تصريحات حسين جيليك، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم. وأضاف جيليك -عقب انتهاء اجتماع أردوغان مع مجموعة من 11 شخصا يمثّلون المتظاهرين اليوم (الأربعاء)- أن الحكومة التركية ستحترم نتائج الاستفتاء، وستنفّذ ما يصل إليه قرار الشعب في إسطنبول. وأوضح جيليك أن هذه المجموعة الممثّلة للمحتجين -والتي تضمّ أكاديميين وطلبة ومهندسين- أعربوا خلال لقائهم أردوغان عن مخاوفهم الخاصة بالبيئة وقدّموا مطالبهم له، وطلبوا منه أيضا أن يحتضن الشباب ويتفهّم مشاعرهم. وأشار نائب رئيس الحزب الحاكم إلى أنه تمّ فتح تحقيقات في موضوع استخدام القوة المفرطة ضد المحتجين، وأن الحكومة ستحاسب المسئولين عن ذلك، مطالبا المتظاهرين بإنهاء اعتصامهم حتى تعود الحياة لطبيعتها. وأكمل جيليك أن أصحاب المحال والفنادق تضرّروا كثيرا من تلك الاحتجاجات، بالإضافة إلى الخسائر التي لحقت بالبلاد، مؤكّدا أن الحكومة لن تسمح بعد ذلك بتعليق لافتات الاحتجاج على مركز أتاتورك الثقافي بميدان تقسيم. وأكّد جيليك أن مركز أتاتورك هو مبنى كئيب ولا يليق أن يحمل اسمه، كما أنه لا يتحمّل أي زلزال محتمل، ويمكن هدمه وإقامة مبنى أكثر جمالا في نفس المكان. في الوقت نفسه، أكّد أيبك آكبينار -أكاديمي بجامعة إسطنبول التقنية وأحد ممثّلي المتظاهرين- عقب لقائه أردوغان أن متنزه جيزيه بارك بميدان تقسيم، يجب أن يظلّ كما هو دون تغيير، وأن العنف يجب أن ينتهي.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن آكبينار قوله في مؤتمر صحفي عقب اللقاء، إنهم كانوا على وعي كامل بمطالب المحتجين، مضيفا أن المسئولين عن العنف يجب أن يخضعوا للتحقيق. وأعرب آكبينار -الذي حضر اللقاء ضمن 11 شخصا مفوضين من قِبل المحتجين، للقاء رئيس الوزراء للنقاش حول الأحداث الأخيرة ومشروع الحكومة لتطوير ميدان تقسيم بمدينة إسطنبول شمال غربي البلاد- عن أمل المتظاهرين في أن تستمرّ عملية التفاوض في بيئة تبعد عن العنف. يُذكَر أن عددا من الاحتجاجات قد اجتاحت تركيا على خلفية فضّ اعتصام لعدد من نشطاء البيئة الرافضين لإزالة حديقة جيزيه العامة بميدان تقسيم؛ حيث قامت قوات الشرطة بفضّ الاعتصام بالقوة، وهو ما أدّى إلى نزول متظاهرين في جميع أنحاء البلاد، وحدوث اشتباكات راح ضحيتها 4 قتلى وأكثر من 5000 جريح.