طالب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان المتظاهرين المحتجين على هدم متنزه تقسيم "جيزيه بارك" ، بإنهاء تعبئتهم ، ولكن لم يبد رئيس الوزراء أي نوايا للتراجع عن المشروع الذي أشعل الإحتجاجات من البداية. وقال اردوغان ، في خطاب له في الاجتماع العشرين لمجلس مصدري تركيا "إني أحذر هؤلاء الذين ذهبوا هناك (في ميدان تقسيم) بمشاعر ملؤها الإخلاص انهم وقعوا تحت غواية مجموعات غير قانونية ولا يجب أن ينساقوا معهم في هذا الاتجاه ، وأطالبهم بإنهاء هذا الاحتجاج فورا". ووصف اردوغان التظاهرات بانها "أيديولوجية أكثر منها مدافعة عن البيئة"، مضيفا "لا يحق لاحد أن يشعل التوترات بحجة إقتلاع بعض الاشجار ، زاعما أن المعارضة "تستغل" هذه الاحتجاجات. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن رئيس الوزراء قوله أن أعمال الهدم القائمة تتعلق بتوسيع طرق للمشاة في مدخل المتنزه ، وليست بمشروع لإقامة ثكنات لسلاح المدفعية ، مضيفا " ولكن القضية ليست هي الخمس إلى عشر أشجار التي يتم إزالتها فالتظاهرة التي بدأت باحتجاجات في متنزه جيزيه بارك اصبحت ايديولوجية". وقال اردوغان ان مركز اتاتورك الثقافي الذي يقع ايضا في ميدان تقسيم يجب ازالته واقترح اقامة دار للاوبرا مكانه. واعترف اردوغان بالإخطاء في استخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع من قبل قوات الشرطة ، متعهدا بالبدء في تحقيقات في هذا الشأن ، إلا انه أضاف أن ضباط الشرطة عملوا في ظروف غاية في الصعوبة ، مشيدا بيقظتهم خاصة تجاه اصحاب المحال. واضاف اردوغان أنه من الظلم الفادح أن يتهم حزب العدالة والتنمية الحاكم بكونه معاديا للبيئة ، واصفا المحتجين بمتنزه جيزيه بارك ب "غير الامناء" لانه لا يوجد لهم متحدث يعبر عن مطلب مشترك لهم. ووجه رئيس الوزراء تحذيراً شديد اللهجة لكمال كيلجدار اوغلو ، زعيم حزب الشعب الجمهوري ، أكبر الاحزاب المعارضة في البلاد ، قائلا "اذا استخدمت تعبيرات استفزازية ، فلن يسامحك شعبنا ابدا، واذا كنت قادر على حشد مائة الف ، فأنا لدي القدرة على حشد مليون شخص". وفي خطاب آخر انتقد اردوغان حكم المحكمة الادارية السادسة بايقاف اعمال الهدم والانشاءات بميدان تقسيم ومتنزه جيزيه بارك ، مضيفا ان الطريق الى الاستئناف على الحكم مفتوح. وكان نائب رئيس الوزراء بولنت آرنج قد ذكر أن المحكمة الإدارية السادسة قد حالفها الصواب في قرارها بوقف تنفيذ الاعمال في ميدان تقسيم ، مشيدا بقرار المحكمة في هذاالصدد. وأشار اردوغان في معرض إنتقاده وتعليقه على قرار المحكمة إلى ان "المعارضة الآن تتخفى وراء ذلك الحكم وتقول أن المحكمة أمرت بإيقاف هذه الاعمال". وقد انسحبت الشرطة بالكامل مساء أمس السبت ، من ميدان تقسيم وطريق الاستقلال ومتنزه جيزيه بارك ، وسيطر المحتجون على هذه المناطق بعد خمسة ايام من المواجهات والاشتباكات واستخدام قنابل الغاز بكثافة من قبل قوات الامن. واجمعت التقارير الصحفية في تركيا ان اثني عشر شخصا اصيبوا في احداث اسطنبول منهم نائبين عن حزب الشعب الجمهوري المعارض وحزب السلام والديمقراطية الكردي فيما اعتقل اكثر من ثمانين اخرين. كما اشتعلت الاحتجاجات في منطقة كيزيلاي بالعاصمة أنقرة السبت وطالب عدد من المتظاهرين الغاضبين باستقالة حكومة اردوغان بسبب الاحداث التي تجري في ميدان تقسيم جيزيه بارك واقدام الحكومة على اقتلاع عدد كبير من الاشجار.