أ ش أ قال سلفا كير ميارديت -رئيس جنوب السودان- إن بلاده لن تنجر للدخول في حرب مع السودان مرة أخرى وكل ما يصدر عن الرئيس السوداني عمر البشير هي محاولات لتعطيل استفتاء أبيي المقرر في أكتوبر القادم. وأشار سلفا كير -في مؤتمر صحفي عقده عصر اليوم (الإثنين) في مقر الرئاسة لتوضيح موقف بلاده من تصريحات وقف تصدير النفط للجنوب- إلى أن موقف جوبا لن يتغير وهو التزام ضبط النفس واتباع النهج السلمي والاستمرار في الاتفاقيات المبرمة مع الجانب السوداني واللجوء لحل أي مشكلا عبر القنوات الدبلوماسية وتحت مظلة الاتحاد الإفريقي. وأضاف أن بلاده لن تدخل أي حروب مع السودان، لكنها على أتم الاستعداد للدفاع عن أرواح المواطنين وحدودها وسلامة أراضيها. وأكد رئيس جنوب السودان أن بلاده لم تتلق حتى الآن أي أخطار أو اتصال رسمي يفيد بوقف تصدير النفط الجنوبي عبر أراضي السودان، مشيرا إلى أن قرار وقف تصدير النفط سيؤدي في واقع الأمر إلى نسف اتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين. وشدد على أن وقف تصدير النفط ليس وسيلة تخشاها جنوب السودان وقال: "فقد أوقفت السودان تصدير النفط قبل ذلك ومازال يعيش شعب جنوب السودان وإذا تكرر الأمر سيظل شعب جنوب السودان على قيد الحياة". وفند ميارديت اتهامات السودان بتسليح المتمردين في ولاية كردفان وغيرها، وقال: "إذا كان لدى السودان أدلة مادية فلتقدمها، كل ما تتحدث عنه هو مجرد اتهامات ومن سابق معرفتي بهم أعلم جيدا أن هذه الأدلة ملفقة". وقال إذا كان لدى جنوب السودان أموال فبطبيعة الحال لن تنفقها على شراء أسلحة لدعم المتمردين في بلد آخر بل ستوجهها للداخل من أجل النهوض بالبلاد والعمل على بناء مدارس ومستشفيات وتوفير مياه نظيفة للمواطنين، داعيا شعب جنوب السودان إلى التزام الهدوء والصبر طالما أن جوبا تعمل مع الاتحاد الافريقي على حل هذه الأزمة مع السودان. وأكد سلفا كير أن جوبا لديها أدلة دامغة على دعم السودان للمتمردين والمليشيات المسلحة في جنوب السودان مشيرا بذلك إلى مليشيات ديفيد ياوياو والجنرال جوناثان أولوني التي توغلت داخل أراضي جنوب السودان مؤخرا بقوة مسلحة جيدا قوامها 3000 متمرد من جبهة تحرير جنوب السودان من أجل زعزعة استقرار البلاد. وأشار رئيس جنوب السودان إلى أن ما يفعله البشير هي محاولات لتعطيل استفتاء تقرير المصير لإقليم أبيي في شهر أكتوبر القادم، مضيفا أن جوبا ارتضت بالاتفاقيات الموقعة مع الخرطوم تحت مظلة الاتحاد الإفريقي والاحتكام إلى الاستفتاء لتقرير مصير أبيي لكن الخرطوم ترفض قبول هذا الحل على الإطلاق. وأكد أن حل مشكلة أبيي بات حاليا في يد الاتحاد الإفريقي الذي يتعين عليه اتخاذ موقف ضد النهج العدائي للسودان، مشددا على أن جنوب السودان مازال على احترامه للاتحاد الإفريقي إلا أنه ينتظر ردا إزاء ما يحدث، مضيفا أن هذا الأمر يضع مصداقية الاتحاد الإفريقي على المحك. وأبدى سلفا كير دهشته من هذا الموقف العدائي للسودان، مشيرا إلى أن المحكمة الجنائية الدولية طلبت منه إلقاء القبض على الرئيس البشير أثناء زيارته الأخيرة لجوبا إلا أن جنوب السودان رفض هذا الطلب رغم ارتكاب البشير لجرائم ضد مواطنين من الجنوب، على حد قوله. ووجه دعوة لوسائل الإعلام وخاصة العربية إلى الذهاب إلى إقليم أبيي ورؤية ما يحدث على أرض الواقع من جانب الجيش السوداني والمتمردين الذين تدعمهم الخرطوم حتى يرى العالم الحقيقة مجردة. ودعا الرئيس سلفا كير ميارديت في ختام المؤتمر الصحفي إلى تدخل حكومات المنطقة والعالم لدى السودان لحل هذه المشكلة بالطرق الدبلوماسية حفاظا على أرواح المواطنين من الجانبين وتشجيعا للسودان على إجراء حوار سلمي يتسم بالشفافية والوضوح مع المتمردين على أراضيه، وناشد المجتمع الدولي إلى دعم الشركات الأجنبية العاملة في بلاده لحماية استثماراتها. كان الرئيس السوداني عمر البشير قد خاطب الشركات العاملة في مجال النفط بجنوب السودان، بإغلاق الأنبوب الناقل لبترول الجنوب، متهما جنوب السودان بتسليح المتمردين في ولاية كردفان.