أنا بنت عندي 22 سنة حبيت واحد سنتين حب جنوني وهو كمان اتخطبنا بقالنا فترة؛ بس في الفترة دي اتغير معايا بقى بيزعق لي كتير، تصرفاتي كلها مش عاجباه، أنا مش عارفة بيعمل معايا كده ليه، ساعات بيكون حنيّن أوي وساعات بيكون قاسي عليّ أوي أوي. حصلت بيننا مشاكل في الفترة الأخيرة كتير لحد ما حسيت إني من جوايا اتغيرت، وحسيت إنه هو كمان اتغير، بقينا على وشك الانفصال، كل أصحابي يقولوا لي إنتي إزاي مستحملة كده؟ أقول لهم بحبه، يقولوا لي ربنا بيّن لك كل حاجة قبل الجواز وإنت برضه مش شايفة الحقيقة، أنا حاسة إني مش هاعرف أعيش من غيره؛ بس ساعات كتير بافكّر فيه بعد الجواز، خايفة يكون قاسي عليّ، وأكره حياتي أو أكون مطلّقة وخايفة ما الاقيش حد أحبه أو يحبني كده أنا مش عارفة أعمل إيه، ساعدوني. أرجوكم بسرعة. mo
قد لا يستطيع أحدنا أن يكشف النقاب عن صفات الآخر أثناء فترة الارتباط غير الرسمي؛ حيث إن الاحتكاك بينهما ليس كافياً ليفعل هذا بدرجة كافية. وقد يفعل هذا الارتباط الرسمي؛ حيث يتيح قدراً من الاحتكاك المباشر وقدراً أكبر من الحرية لكل طرف كي يكون أقل تجملاً. كما أنه يكون هناك احتكاكات مادية وبعض المحكات الأخرى التي قد تكشف عن جزء أكبر من شخصية كل طرف للآخر بعد أن يطمئن إلى تحقيق أحلامه. صديقتي: إن الحياة الزوجية قد تستقيم وتستمر بغير الحب لكن الحب وحده قد لا يقيم حياة زوجية سعيدة. فهذا الحب الذي بينك وبين فتاك قد يكون هو نفسه سبباً من أسباب عدم نجاح الحياة الزوجية بينكما -لا قدر الله- حيث يفتقد إلى سبل التفاهم والمودة والرحمة التي هي من أهم أسس الحياة الزوجية. ففتاك يشعر أنه امتلكك بعد أن أصبحت خطيبته؛ فبات يعتقد أن التعبير عن مشاعر الحب داخله بعد ذلك ليس له قيمة على أساس أنك تعرفين ما بداخله جيداً؛ وإلا ما طرق بابك منذ البداية. وبات كذلك يتصرف معك على حريته، ولا يحاول التجمل الذي تعودت عليه منه قبل ذلك؛ مما جعلك تشعرين بهذا التغير غير المتوقع من وجهة نظرك. لكنه في الحقيقة لم يكن تغيراً؛ ولكنها الحقيقة التي كانت مستترة خلف المشاعر الملتهبة قبل الارتباط الرسمي. تلك الحقيقة التي لم يستطيع حبك له تقبلها والتعامل معها بشكل طبيعي؛ ولكنك تحاولين عمل هذا ليس لشيء؛ إلا لتؤكدي للجميع قدرتك على الاختيار الصحيح. ولكنك في الحقيقة لست مضطرة لهذا أبداً؛ حيث أنك الوحيدة التي سوف تتحملين تبعات هذا الاختيار.
صديقتي:ليس عيباً أن نعترف بالخطأ؛ لكن العيب أن نتمادى في هذا الخطأ لهذا؛ فليس مطلوباً منك أن تتحملي ما لاطاقة لك به من خطيبك، وأن تستمري معه وأنت على يقين أنك لن تستطيعي التحمل ليس لشيء إلا لأنه اختيارك، ولأنك لا تريدين أن يشمت بك الناس. عليك أن تجلسي إلى نفسك جلسة صدق بعيداً عن أي ضغوط لتقفي على قدراتك الحقيقية للتحمل وما تستطيعين تقبله وما لا تستطيعين، قبل أن تواصلي معه الطريق. فإن وجدت أن حبك له قادر على دفعك بالقوة الازمة لتحمل طباعه وعيوبه التي لن تتغير بشكل يمكّنك من الاستمتاع بحياتك معه؛ فلتواصلي الطريق معه بحلاوته ومرارته. أما إن كان حبك له غير قادر على جبر عيوبه وتصرفاته وحل مشكلاتكما بعيداً عن تدخل الأهل من الآن؛ فلن يستطيع هذا بعد الزواج. وعليك أنت أن تقرري بعد ذلك ما ترينه مناسباً لك ولقدرتك على التحمل بعد أن وضحت الصورة أمام عينك؛ على أن تضعي في اعتبارك أنك لست مطالبة بدفع ثمن اختيارك الخطأ طوال عمرك.