أرجوكم أفيدوني، أنا عندي 19 سنة كل يوم بافكر في الانتحار وجربت كذا وسيلة مش بينفع.. أنا مشكلتي إني خاينة وأنانية ما ليش أصحاب، كل أصحابي ممكن أبيعهم في أقرب مصلحة لي معاهم بس هما كمان كده كلهم خاينين.. أنا مخطوبة بقالي 3 سنين وخطيبي مسافر أنا كنت بادرس وفشلت في دراستي سنتين لحد ما اترفدت، اشتغلت بدون علم خطيبي بقالي سنتين وهو رافض الشغل بس أنا محتاجة إني أخرج شوية من اللي أنا فيه وكدبت واشتغلت.. اتعلقت بصاحب الشغل وحبيته وللأسف نشأت بينا علاقة محرمة.. أنا حبيته أوي والله وهو بيقول لي تعوّد وأنا بجد حاسة باشتياقي له.. نسيت خطيبي وافترقت عن أصحابي، ما بقاش فيه في حياتي إلا هو.. ودلوقتي هو بعد عني بحجة إن العلاقة دي حرام بس بعد إيه.. أنا اتعذبت من بُعده عني، لدرجة إني لو طلت إني أركع تحت رجله علشان ياخدني بس في حضنه ما بيرضاش بحجة الظروف والوقت.. المهم دلوقتي إنه محتاجني في شغله كل ما آجي أسيب الشغل يكلم أهلي إني أرجع بُعدي عنه هيكون هو الشغل بس أنا مش عارفة أسيب الشغل أو بمعنى أصح أخدت على كده أنا أهملت في خطيبي أوي وفي حياتي كلها.. صحتي اتدهورت ونفسيتي تعبت وتعبت من كتر ما كل شوية أروح لدكتور لدرجة إني لما زهقت رحت لدكتور نفساني ودكتور مخ وأعصاب.. بجد زهقت من حياتي كلها ونفسي أموت أنا ما بانمش الليل من كتر التفكير.. أرجوكم أفيدوني أنا حياتي ضايعة.
الضائعة عزيزتي: إنه على الرغم من الظلام الدامس الذي تحيين فيه، إلا أنه مازال هناك بارقة أمل، وشعاع ضوء ينير لك حياتك، ولكنك للأسف الشديد تهملين هذا الشعاع، ولا تنظرين سوى للظلام الدامس المحيط بك، ويؤسفني كثيراً يا عزيزتي ما أنت فيه، ولكن المهم أنك تعرفين جيداً نقاط العيب والضعف في شخصيتك، وهذا في حد ذاته تقدم مبهر، وكبير، فأنت ترين نفسك على حقيقتها، ولا تضحكين على نفسك، وترين أنك على صواب ومن حولك هم المخطئون. وشعاع النور الذي حدثتك عنه يا عزيزتي، وبارقة الأمل هذه، هي التقرب إلى المولى عز وجل، الذي نسيتيه تماماً في ظل كل ما تمرين به، وهو من أوصلك إلى ما أنت فيه الآن، لكي تعودي إليه، لكي تعرفي أنه لن يخلصك مما أنت فيه إلا من وضعك في هذا الموقف، فعليك أن تقفي مع نفسك، فقد جرّبت الكذب، وجرّبت الأنانية، وجرّبت الحب المحرّم، والعلاقة غير الشرعية، وكل هذه المفاسد وكل هذه المحرمات هي سبب ما أنت فيه من حزن، وما آلت إليه حالتك، فلن يفيدك طبيب ولن يفيدك أحد.. هو سبحانه فقط من يستطيع إخراجك مما أنت فيه، فهو يذكّرك بأنه واجد الكون ولابد أن تلجئي إليه رضيت أم أبيت كي يخلصك مما أنت فيه. لذا فأول شيء عليك فعله يا عزيزتي، هو أن تتركي العمل تماماً، وأن تبتعدي عن كل ما يقربك إلى الحرام، وإذا كنت تتذللين لصاحب العمل لمجرد لحظة احتضان، تذللي أكثر وتقربي إلى المولى عز وجل لكي يحتضنك ولكي يدخلك في معيته، ولكي يغفر لك ما تقدم وما تأخر من ذنوبك، ابدئي تذوق حلاوة القرب منه عز وجل، توضئي وواظبي على الصلاة، وقراءة القرآن والدعاء أن يخرجك الله مما أنت فيه وأن يتقبل توبتك، وابدئي إن كنت تعانين من الفراغ والوحدة في الانضمام للجمعيات الخيرية، خاصة، استغلي هذه الفرصة للتقرب من المولى عز وجل فهذا هو علاجك الحقيقي فلا أطباء ولا أدوية تفيد مع كل هذا الكم من المعاصي، اسألي الشافي.