ذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية مؤخراً نقلاً عن مسئولين إسرائيليين وأردنيين أن العلاقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والعاهل الأردني الملك عبد الله تشهد انقطاعاً شبه تام؛ الأمر الذي وصفته الصحيفة الإسرائيلية بالأزمة الشديدة التي تعصف بالعلاقات الإسرائيلية - الأردنية. وتشير الصحيفة إلى أنه خلافاً لتركيا التي تشهد العلاقات المتوترة معها تسليطاً إعلامياً؛ فإن الأزمة مع الأردن تمر بشكل هادئ وغير مُسلط إعلامياً رغم أنها أخطر وأعمق؛ خاصة إذا ما قارنّا الوضع الحالي بحال العلاقات الحميمية التي كانت تجمع بين العاهل الأردني ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت. وإذا ما ربطنا هذا الأمر بوجود اتصالات مكثفة بين نتنياهو والرئيس المصري حسني مبارك في الوقت الحالي. فمنذ تولي نتنياهو فترة رئاسته الثانية لم يلتقِ بالعاهل الأردني سوى مرة واحدة فقط -في منتصف 2009م قبيل أيام قليلة من سفر الأول إلى واشنطن- وشهد هذا اللقاء قيام الملك عبد الله بممارسة ضغوط على نتنياهو للإعلان عن موافقته على مبدأ "الدولتين لشعبين"، كما قام بإرسال رسائل شديدة اللهجة له تتعلق بالبناء في المستوطنات والممارسات الإسرائيلية بالقدس الشرقية. أما في مقابل ذلك، تشير الصحيفة إلى أن نتنياهو التقى بالرئيس مبارك ثلاث مرات؛ بالإضافة إلى قيامه باستقبال المبعوث الخاص للرئيس المصري ثلاث مرات في إسرائيل. ولم يقتصر التنافر والتباعد بين الأردن وإسرائيل على مستوى القيادة السياسية العليا فقط؛ بل امتد ليشمل كافة المسئولين الإسرائيليين الذين قلّت زياراتهم إلى العاصمة الأردنية بسبب تذبذب تعامل القصر الملكي معهم مثل مستشار الأمن الوطني الإسرائيلي (عوزي آراد) الذي لم يزر الأردن في العام الماضي سوى مرتين فقط. أما أسباب هذا التباعد بين الملك عبدالله ورئيس الوزراء الإسرائيلي فيرجعه المسئولون الإسرائيليون إلى عدم ثقة العاهل الأردني في نتنياهو، وهو الأمر الذي أشار إليه الملك عبد الله بشكل غير مباشر أثناء إحدى أحاديثه الصحفية مع صحيفة (تايمز) اللندنية في مايو 2009م. في نفس الوقت يفرض الأردنيون مقاطعة تامة على وزير الخارجية الإسرائيلي (أفيجدور ليبرمان) -مثلما الحال مع باقي الدول العربية الأخرى- حيث دائماً ما يرفض وزير الخارجية الأردني (ناصر جودة) وجود أي نوع من الاتصال والعلاقة بينه وبين ليبرمان.