أ ش أ أكّد باحثون أمريكيون بجامعة كاليفورنيا أن الدلافين يُمكنها البقاء في حالة تأهب ونشاط لمدة تصل إلى 15 يوما متواصلة أو أكثر دون نوم كامل؛ حيث تقوم بإطفاء جميع أجهزة نصف دماغها خلال النوم، بينما يبقى النصف الآخر مستيقظا. ويعتقد الخبراء أن الدلافين تلجأ لتلك الخدعة للتكيّف مع محيطها في مواجهة معضلة البقاء مستيقظة لتتمكّن من التنفّس وتجنّب الموت أثناء النوم فهو أمر حيوي لبقاء الثدييات البحرية على قيد الحياة؛ فتلك العملية تتيح لهم الصعود إلى سطح الماء بين الحين والآخر للتنفس، وليبقوا يقظين ضد أسماك القرش القاتلة. وتمكّن الباحثون من قياس الذبذبات الدماغية البطيئة على النصف النائم، فيما النصف الآخر واعٍ، والذي سجلت فيه ذبذبات سريعة، وبعد مرور عشرين دقيقة أصبح رسم الذبذبات مقلوبا. وتنام الدلافين 8 ساعات في اليوم بهذه الطريقة بشكل متقطّع، وتتراوح أوقات نومها بين دقائق إلى ساعتين. وقال الدكتور بريان برانستيتر -كبير الباحثين من مؤسسة الثدييات البحرية الوطنية في سان دييجو- إن هذه الحيوانات المهيبة تعمل كحرّاس ثابتة على البحر، وأدّت متطلبات الحياة القاسية في المحيطات إلى استخدام الدلافين لقدرات خارقة لاستنشاق الهواء، من أهمها القدرة على التنفس باستمرار والحفاظ على اليقظة من خلال سلوك تحديد الموقع عن طريق موجات الصدى. وأضاف برايان من خلال الدراسة التي نشرت بمجلة المكتبة العامة للعلوم أن خلال فترات نوم الدلافين تصبح عملية التمثيل الغذائي بطيئة، وعندما تكون الدلافين نائمة يمكن رؤيتها عائمة على سطح المياه مع عين واحدة مفتوحة وزعنفة خارج المياه، ثم تغيّر الجهة التي تنام عليها، فتصحو الجهة النائمة.