بعد غياب طويل عاد الإعلامي يسري فودة في برنامجه "آخر كلام" على قناة ONtv، مفسرا أسباب طول فترة غيابه لمدة ثلاثة أشهر، بأنها كانت حفاظا على عهده مع مشاهديه، قائلا: "غياب طال ثلاثة أشهر.. توقفنا خلالها حفاظا على عهدنا تجاهكم، ولم نعد إليكم إلا وعهدكم محفوظ". بدأ الإعلام يسري فودة باعتذاره عن ارتدائه ثوبا أسود في أولى حلقاته بعد غيابه الطويل حزنا على والدته التي توفيت خلال الأيام القليلة الماضية، قائلا: "اعذرونا على ارتداء السواد، الحزن في القلب أعمق إلى أن يهبنا الله من لدنه صبرا وعزيمة". وتناول فودة في حلقته أمس (الإثنين) قضية حرية الإعلام، ووضع تلك الحريات في الدستور الجديد، ومستقبل إنشاء مجلس وطني للإعلام يكون بديلا عن وزارة الإعلام الحالية التي من المقرّر إلغاؤها؛ وذلك وفقا لتصريحات وزير الإعلام الحالي. وقال الإعلامي حمدي قنديل -ضيف البرنامج- إن هناك مبررات لمخاوف البعض مما يطلق عليه ب"أخونة الإعلام" في ظل قرارات مجلس الشورى الأخيرة بتغيير قيادات الصحف القومية؛ على الرغم من أن القيادات الجديدة ليست إخوانية. واستطرد قنديل بأن ما يطلق عليه "أخونه الإعلام" بأن يتحكم جناح واحد أو مذهب أيديولوجي واحد في الوسيلة الأهم للصلة بين الحاكم والمحكوم وهو الإعلام، يمكن أن يكون صحيحا؛ لكنه ليس الخطر الأكبر على الإعلام، لكن الخطر الأكبر على الإعلام يأتي من الصحفيين والإعلاميين أنفسهم. وشدّد قنديل على وجوب إعادة هيكلة الإعلام بكل جوانبه، وأن هذه الهيكلة كانت أولى وأحرى من تغيير بعض القيادات الصحفية والإعلامية، معربا عن قلقه من تصريحات وزير الإعلام التي قال فيها إن "إلغاء وزارة الإعلام وإنشاء مجلس وطني للإعلام يكون بديلا عن الوزراء ربما يستغرق عامين"، مشيرا إلى أن الفترة التي حددها وزير الإعلام طويلة للغاية. وقال قنديل إنه لا وجود لحرية إعلام في ظل محاكمة صحفيين أو إغلاق قناة أو مصادرة جريدة، مطالبا بطرح بحلّ مشكلة الإعلام عن طريق تنظيمه في شهور قليلة، وليس عامين كما صرّح وزير الإعلام، وطرح سبل حلول مشكلات الإعلام على الإعلاميين بصفتهم أصحاب المهنة، وعلى الرأي العام بصفتهم المتلقين. وحول حرية الإعلام في الدستور، قال قنديل إن الدساتير في مصر عادة ما تكون موادها مطمئنة للمواطن بخصوص الحريات، لكن العبرة في تطبيق هذه المواد، وصياغتها في صورة قوانين تُفعّل وتطبّق، ولا تكون مثل القوانين السابقة في العهد السابق. من جانبه، قال الخبر الإعلامي ياسر عبد العزيز إنه لا يرى تغيرا في الإعلام بعد ثورة 25 يناير وحتى الآن، حيث يرى أن السلطة الموجودة الآن لا تختلف كثيرا عن نظام مبارك في محاولة السيطرة على الإعلام وتسييره لصالحها. وانتقد عبد العزيز قرار الجامعة العربية بوقف بث ثلاث قنوات سورية على النايل سات، قائلا: "ليس معنى أن تكون ضد محتوى سياسي أن تمنع بثه؛ لأنه إذا لم يُعرض عندك فسيعرض عند غيرك". ورأى عبد العزيز أن سبل تطوير الإعلام وتغيير للأفضل يتمثل في زيادة الاحترام والتمسك بمواثيق الشرف المهني للإعلام، مضيفا أن مهنة الإعلام والصحافة تنمو وتطور من خلال العديد من المعايير والمهارات والأخلاقيات. وشدّد عبد العزيز على وجوب إنشاء مجلس أعلى للإعلام المسموع والمرئي، يخضع له كل ما يبث في الإذاعة أو التليفزيون، وأن يكون هذا المجلس معنيا بكل القرارات والإجراءات التي تخصّ الإعلام، حتى يصبح الإعلام أكثر تنظيما. إضغط لمشاهدة الفيديو: