أ ش أ أثار إعلان دار نشر "بانجون" عن صدور كتاب "يوم عسير" الذي يروي تفاصيل عملية قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان العام الماضي جدلا واسعا في الولاياتالمتحدة في ظل احتدام الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية حاليا. فمن جانبها قالت وزارة الدفاع الأمريكية وقيادة القوات الخاصة الأمريكية: إن الجندي الذي شارك في العملية وألّف الكتاب يمكن أن يواجه تحقيقا قضائيا لأنه لم يحصل على تصريح قبل نشر الكتاب. ويتم الترويج للكتاب المرتقب على أنه أكثر الروايات تفصيلا وواقعية لليلة قتل أسامة بن لادن، إلا أن مؤلفه تستر خلف اسم مستعار وهو "مارك أوين"، ولكن لم يحُل ذلك دون اشتعال الجدل مجددا حول تداعيات ودوافع تسريب المعلومات الاستخباراتية السرية. وقد كشفت وسائل الإعلام الأمريكية عن اسم مؤلف الكتاب وهو "مات بيسونيت" الذي تقاعد من البحرية الأمريكية بعد وقت قصير من العملية، وهو عضو في فريق القوات الأمريكية الخاصة "نيفي سيلز" الذي قام بالمهمة وشهد مقتل بن لادن في إحدى ضواحي إسلام أباد. ومن جهة أخرى قال عدد من المراقبين إنه بغض النظر عن جدل الأيام القليلة الأخيرة، فإن الكثير من الناس يتفهمون أن كل من شارك في غارة قتل بن لادن يريد أن يروي قصته، باعتبارها واحدة من أكبر المطاردات في العالم، ومثلت نهاية ملاحقة استمرت على مدى أكثر من 10 سنوات. ويأتي الجدل حول الكتاب في أعقاب انتقادات وجهها الجمهوريون وحملة إعلامية أطلقها مجموعة من ضباط الاستخبارات والقوات الخاصة السابقين، الذين اتهموا الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتسريب معلومات سرية حول مقتل بن لادن من أجل تلميع صورته في مجال الأمن القومي. وقال مسئولون في حملة أوباما الانتخابية إن هوية مؤلف الكتاب تلغي حجتهم، وأشخاص مثل السيناتور جون ماكين وكثير من الجمهوريين الذين انتقدوا إدارة أوباما بسبب التسريبات، يجدون أنفسهم الآن مجبرين على انتقاد "بطل حرب"، وبما أن هذا الضابط في البحرية يفعل نفس الشيء فإنه يضع نفسه في موقف حرج. ومن جانبهما أكد البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات الأمريكية أن الكتاب لم يخضع للمراجعة، وبالتالي لم يحصل على ترخيص بالنشر مما يعرض مؤلفه للتحقيق والمتابعة القضائية. وحتى إن لم يكن من الواضح أن لهذا الجدل تأثيرا على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إلا أن ذلك لا يمنع من طرح تساؤلات مشروعة حول علاقة الجنود وضباط الاستخبارات السابقين بالسياسة.