هناك مواقف تريد أن تلتزم معها الصمت لتحافظ على صيامك، ولكن تظل هذه المواقف تتصاعد درجة تلو الأخرى حتى تجعلك تجز على أسنانك مانعا نفسك من أن تخسر صيامك قائلاً بشدة.. اللهم أني صائم. فأن يهدد توفيق عكاشة الرئيس مرسي أمس ويقول أنه أحل دم الرئيس وأنه لديه "وحوشاً متوحشة وأسوداً مغيثة" لديهم استعداد أن يحملوا حجر الهرم، فده كفيل بأنه يضيع صيامك ليس فقط بسبب كلام عكاشة ولكن بسبب من ترك عكاشة يخالف القانون ويهدد مواطن مصري بالقتل على شاشات التلفزيون. ولكن حاول أن تضغط أعصابك وتقول اللهم أني صايم. ثم يتطور الأمر فيقول عكاشة لنفس الرئيس -اللي هو رئيس جمهورية مصر العربية مش دولة من جزر الموز- أن يقول على الملأ "قد اعذر من انذر وإذا ماتلمتوش هولعها نار" ثم يؤكد مقسماً "والله لو ماتلميتو هولعها نار وإذا قدرتوا على النار اللي هتولع –ويشير لذقنه مضيفاً- أبقوا تفو على دي". أن يتم هذا في إعلام مصري المفترض به انه محترم فغالباً لن تستطيع الحفاظ على صيامك.. ولكن من فضلك حاول وقل سريعاً اللهم أني صايم. لم ينتهي الأمر بعد فالسيد عكاشة يزيد بتهديد رئيس الجهورية –برضه- بأنه ما يحضرش جنازة شهداء سيناء لأنه "لن يستطيع أمن أو جيش أو حرس جمهوري أنه يحميك في هذه المظاهرة" كما قال العكش. فأنا أدعوك لضبط أعصابك بشدة وقول اللهم أني صائم عشر مرات بسرعة لتلحق صيامك. لكن أن تُفاجئ اليوم بأن الرئيس لم يحضر الجنازة فعلاً؟؟ وأن كل رجال الدولة والجيش تصدروا المشهد وأدوا الصلاة على أرواح الشهداء بينما غاب أعلى منصب في الدولة عن المشهد بعد هذه التهديدات.. فأنا بصراحة أشك أنك مازلت تستطيع الحفاظ على صيامك. أنتظر لم نصل للنهاية بعد.. فعندما تتحمل كل هذا وأنت تقول "اللهم أني صايم" وتتساءل بدهشة وضيق وقلق "لماذا لم يحضر الرئيس وهل استمع للتهديد؟ أم ماذا حدث؟".. وبعدين إذ فاجئتن يخرج تصريح من رئاسة الجمهورية أن الرئيس لم يحضر الجنازة بسبب أزمة مرورية منعته من الحضور.. أزمة مرورية؟! أزمه مرورية أزمه مرورية لا ترددها كثيراً حتى لو كان صيامك قد ضاع.. وردد فقط اللهم أني صايم اللهم أني صايم اللهم أني صايم