وصل التوتر بين حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) والإسلاميين الأكثر تشدّدا في قطاع غزة إلى مرحلة حرجة؛ بسبب هجوم مسلح في مصر أنحى باللائمة فيه على مسلّحين تسلل بعضهم من القطاع. وأصبحت حماس -التي كانت تأمل في بناء تحالف مع مصر التي يحكمها الآن الإخوان المسلمون وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة- تحت ضغط كي تبيّن أنها تستطيع السيطرة على المتشددين السلفيين؛ وذلك وفقا لرويترز. ونفت حركة حماس -التي تحكم غزة منذ 2007- الاتهامات المصرية والإسرائيلية بأن بعض المسلحين الذين هاجموا موقعا للشرطة في سيناء ثم حاولوا العبور إلى إسرائيل يوم الأحد جاءوا من قطاع غزة، لكن مع تزايد غضب القاهرة بعد مقتل 16 شخصا من أفراد حرس الحدود المصرية ذكرت حماس اليوم (الإثنين) أنها بدأت في اعتقال سلفيين متشددين في غزة وإغلاق أنفاق التهريب المؤدية إلى سيناء والبالغ عددها نحو ألف نفق. وقال طاهر النونو -المتحدّث باسم حكومة حماس في غزة- إنه يُجري اتخاذ خطوات "للكشف عن المتورطين" بالتنسيق مع مصر، وأضاف: "لا أحد من قطاع غزة يمكن أن يتورّط في هذه الجريمة البشعة". وأنحى إيهاب الغصين -المتحدّث باسم وزارة الداخلية في حكومة حماس- باللائمة على إسرائيل في الهجوم "سواء مباشرة أو غير مباشرة عن طريق عملاء اخترقوا هذه المجموعات التكفيرية". وقالت جماعة تطلق على نفسها اسم "مجلس شورى المجاهدين" والتي أعلنت مسئوليتها عن هجوم مميت وقع في يونيو على إسرائيل من سيناء في بيان مصوّر بالفيديو، إنها لا تعترف بإسرائيل أو بالحدود بين الدول الإسلامية. وتحرص حماس على أن تُظهر للقاهرة أنها تسيطر على قطاع غزة، وكانت حماس فازت في انتخابات 2006 ثم ما لبثت أن خاضت قتالا مع حركة فتح المنافسة لها سيطرت بعده على غزة.